كم من حنين إليك مجلوب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كَمْ مِن حَنينٍ إليكَ مَجلوبِ، | وَدَمْعِ عَينٍ عَلَيكَ مَسكُوبِ |
وَأنْتَ في شَحطِ نِيّةٍ قُذُفٍ، | يَهُونُ فيها عَلَيْكَ تَعْذيبي |
شَتّانَ جَفْلُ الدّمُوعِ بَيْنَهُمَا | شَوْقُ مُحبٍّ، وَنأيُ مَحبُوبِ |
وَما يَزَالُ الفِرَاقُ يَبحَثُ عَنْ | ثأرٍ، لَدَى العاشِقينَ، مَطلُوبِ |
أُقْسِمُ بالقُرْبِ، بَعدَما بُعُدٍ، | وَكَفِّ لاحٍ مِنْ بَعدِ تَثرِيبِ |
أنّ أبَا جَعْفَرٍ أطَالَ يَدِي | بِنَائِلٍ، مِنْ نَداهُ، مَوْهُوبِ |
أبيَضُ، لا قَوْلُهُ بِمُقْتَعَدٍ | فينَا، وَلا فِعْلُهُ بمَجْنُوبِ |
سَرَتْ يَداهُ بِكُلّ سَارِيَةٍ | مِنَ النّدَى، ثَرّةِ الشّآبيبِ |
لا سَببَي وَاهِنٌ لَدَيْهِ، وَلا | وَجْهيَ، عَن وَجهِهِ، بمَحجوبِ |
يا بنَ نَهيكٍ، وأُحْدوثَةٌ عَجَبٌ، | وَالدّهْرُ مُثرٍ مِنَ الأعاجيبِ |
أقل إخوانك الحميد غنى | وأكثر الماء غير مشروب |
ما أمَلي فيكَ بالضّعيفِ، وَلا | ظَنّيَ، في نُجْحِهِ، بمكذوبِ |
وَلا قَبُولي ما كُنتَ جُدْتَ بهِ | عَليّ بالأمْسِ خِلْسَةَ الذّيبِ |
لي أمَلٌ دائِمُ الوُقُوفِ عَلى | مُنتَظَرٍ مِنْ جَداكَ، مَرْقُوبِ |
وَهِمّةٌ مَا تَزَالُ حَائِمَةً | حوْلَ رُوَاقٍ، عليكَ مَضرُوبِ |
فَكَيْفَ ألجَأتَني إلى الأمَدِ الـ | ـأبْعَدِ مِنْ يُوسُفَ بنِ يَعْقُوبِ |
ألمَانِعي اليَأسَ مِنْ بَخَالَتِهِ، | وَالمُوسِعي مِنْ عِداتِ عُرْقُوبِ |
لَستُ عَلى غِرّةٍ بمُشْتَمِلٍ؛ | وَلا إلى مَطْمَعٍ بِمَنْسُوبِ |
وَلا لمِثْلي في القَوْلِ مِنكَ رِضاً، | وَالقَوْلُ في المَجدِ غيرُ محْسُوبِ |
إمّا نَوَالٌ يُدْنيكَ مِنْ مِدَحي، | أوِ اعْتِذارٌ يَكْفيكَ تَأنيبي |