قطعت لسانك نفثة ٌ من أرقمِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قطعت لسانك نفثة ٌ من أرقمِ | أعلمت من تنعاه أم لم تعلم؟ |
كيف استطعت تدير في فمك اسمه | ولقد يضيق به فمُ المتكلم؟ |
يا ناعياً للخلق روح حياتهم | أملك لساناً لا أبا لك واكظم |
رفَّه على موتي نبلت قلوبهم | فتنبَّهوا بسهام نعيٍ مؤلم |
فجميعهم تحت الثرى في ملحدٍ | وجميعهم فوق الثرى في مأتم |
دعهم فقد غصُّوا بجرعة ثكلهم | وإلى الأئمة في نعائك يَّمم |
وقل السلام عليكم دُرِس التقى | وعفتْ معالمه عفوَّ الأرسم |
والدين هدَّ اليوم دين "محمدٍ" | ووهت دعائمه بفقد المحكم |
كان الدليل أقمتموه على الهدى | علماً يدلُّ على الطريق الأقوم |
والآن لمّا طوّحته يدُ الردى | غدت الأنام بمجملٍ مستبهم |
حميت عليهم للرشاد مطالعٌ | لا تستبين اليوم للمتوسّم |
غشيتهم سوداءُ أطبق ليلها | للحشر تلحفهم بليلٍ مظلم |
يا خيرَ آباءٍ فقدنا برَّهم | فجعت يتاماكم بأرفق قيّم |
فطموا فمن لهم بدرَّة فيئكم | أن يرضعوها بعد أكرم منعم |
حسِّن مقالك ما الأئمة أهملوا | أبناءكم فيسوء ظنُ المعدم |
بل كان شاقهم الإمام «المرتضى » | ولذاك قيل له على الرحب اقدم |
ورأوا «محمد صالحاً» من بعده | لبنيهمُ يبقى فقيل له اسلم |
دم للصلاح وللهداية والتقى | ولعلية العافي وحمل المغرم |
قسماً بهديكَ بل بنسكك بل بمن | بالفضل خصك وهو جهدُ المقسم |
ما فوق ظهر الأرض فوقك مقتفٍ | أثرَ الأئمة في تقى ً وتكرّم |
أنت الذي تنميك من سلف العُلى | زهرُ الوجوه لها المكارم تنتمي |
ومعذبٍ بعُلاك قلت وقد سما | لينالها فانحطَّ موطىء منسم |
أتعبت نفسكَ ليس تعلو شأوه | ولو ارتقيتَ إلى السماء بسلَّم |
فاسلم على الأيام ربعك آهلٌ | وعُلاك سامٍ فوق هام المرزم |