أرشيف المقالات

ستكون عنه مسؤولًا - محمد علي يوسف

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
ولماذا لا يوصف الشخص بما فيه وينتقد ما اقترفه من البغي والعدوان وحسب؟!
لماذا علينا أن نبحث في قواميس البذاءة ومعاجم القذف ومراجع الخوض في الأعراض؟!
لماذا صار التفريق صعبًا بين لسان من يفترض أنهم أهل تدين والتزام، وبين لسان أسافل الخلق، ومعدومي الأخلاق ، وقد كان الفارق شاسعًا من قبل بين تعفف الأولين وتفحش الآخرين؟
هل سقط عنا التكليف، أم ترانا أدركنا غرفنا في الجنة وضمنّا أماكننا هنالك؟!
وحتى لو أن هذا ما حدث -وهو بالفعل لم يحدث- فما هذا بدأب أهل الجنة المُطرد ولا سَمْتهم الأصيل، وقد قال فيهم ربهم {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} [ الحج :24].
إن بغضك لإنسان أو احتقارك له وغضبك عليه واستحقاقه لذلك نظرًا لبغيه أو عدوانه الذي تدين لله أنه واقع فيه كل ذلك لا يبرر إطلاقًا أن تفتح الباب على مصراعيه لنهش عرضه وعرض ذويه.
وإن وجود المظالم لا يبرر أن تتحول أنت أيضًا لظالم، وأخذ الحق لا يكون بالباطل، وعدوك لا ينبغي أن يتحول في النهاية إلى ‫‏قدوة‬ لك ومَثَلٌ.
ببساطة؛ الظلم ليس مُسْقطًا للتكليف.
لم تزل مُكَلَّفًا، وسمعك وبصرك وفؤادك كل أولئك ستكون عنه ‫مسؤولًا.
فانتبه!

شارك الخبر

المرئيات-١