درى لا درى دهرٌ ذممنا طباعَه
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
درى لا درى دهرٌ ذممنا طباعَه | لأيّ حمى ً يا راعه الله راعَه |
وأيّ عليٍّ ساق للنزع نفسَه | لقد كابدت نفسُ المعاني نزاعه |
وأدرجت التقوى بأثناء بردِه | وأزمع خيرُ الأرض عنها زماعه |
مضت ليلة ُ الاثنين عنه بواحدٍ | له في النهى مرأى ً يفوق سماعه |
تفرق شملُ الصبر ساعة بينه | وأقبل شملُ الهمِّ يبدي اجتماعه |
طوى يومُه بشرَ الزمان بهاءه | بشاشتَه ابهاجه والتماعه |
وغادره ما عاش ينشر رزءه | جديداً فيبكي ثكله وانتجاعه |
أصاح بماذا يملك الجلدُ جفنه | على الدمع أو ينهى الحليمُ التياعه |
ويطرد في أيِّ الرقى ماردَ الجوى | ويحوى لديغ الهمِّ فيها شجاعه |
وكيف وأنّى والتماسك والذي | به يشتكى كلٌّ أجدّ وداعه؟ |
سل "الحلة الفيحاء" عن عقد نحرها | أتعلم منها الدهرُ أين أضاعه؟ |
نعم سامه فابتاعه الموتُ بالجوى | ويا ربحها لو تستطيعُ ارتجاعه |
مغمّضه مهلاً أتحفظ للتقى | بكفيك جفناً ما أعفَّ ارتفاعه؟ |
وغاسله رفقاً فمن جسد العُلى | تقلبُ جسماً ما أشقَّ انتزاعه |
ورادَعه طيباً ألست بناشقٍ | على جسمه طيبَ التقى ورداعه |
وحامله في النعش دونك فاحتمل | به النسكَ إن النسكَ كان متاعه |
ومضجعه في لحده أضجع التقى | به فهو يهوي مع أخيه اضطجاعه |
وباكيَه لا تبكي بالدمع وحده | بلى بدم الأحشاء مدّ اندفاعه |
وراثيَه إنَّ الكلام لضائقٌ | بعظم الجوى بل لا يضيق استماعه |
نعم إن غدت منه خلاءً فهذه | بقيته في المجد تعلو يفاعه |
بهمته تسمو إلى شرف العُلى | وتبسط في كسب المعالي ذراعه |
مضى وهو البدرُ المنير وأنجموا | بأبراجه شهباً كساها شعاعه |
أطايبُ قد حلُّوا من العزِّ ربعه | فعطَّر طيبُ الفخر منهم بقاعه |
فصبراً بني التقوى وإن كان رزؤكم | عرى الدهرُ منه ما أراع ذراعه |
لنا ولكم حسنُ العزا عن أبيكم | بخير أبٍ سرَّ الندى قد أذاعه |
هو الخلف المهديُّ من في جبينه | بدا للهدى نوراً يزين التماعه |
ولم تتبع في الإقتداء به الهدى | بلى أوجب اللهُ العظيم اتبّاعه |
أبو سادة ٍ لو حلَّق النسرُ طائراً | لنيل ذرى عليائهم ما استطاعه |
«فجعفرُ» فضلٌ صالحٌ و«محمدٌ» | "حسينٌ" حبا "المهديّ" كلٌّ طباعه |
فروعُ فخارٍ رشحتّها أصولها | لمجدٍ تمنّى المجدُ منه ارتفاعه |
لهم حسبٌ لو كايلوه بنو العُلى | بأحسابهم فخراً لما كِلنَ صاعه |
أبا صالحٍ كم مبهماتٍ جلوتها | وملتبسٍ منها كشفتَ قناعه |
سنا البدر قد أطفا سناك شعاعه | ونورك ذا فيه رأينا انطباعه |
هل المجدُ إلا ما رفعتَ عماده | أو الجودُ إلا ما تجيد اصطناعه؟ |
وأعجب شيءٍ أن يطاول فاضلٌ | علاك ومنك الفترُ يفضلُ باعه |
وكيف الفضا في عظم فخرك لم يطقْ | أفخرُك قد أعطى الفضاءَ إتساعه؟ |
تُراجعُ أعطاء الكثير ولا كمن | إذا هو أعطى النزرَ ودَّ أرتجاعه |
سلمتَ لدين الله ترأبُ صدعه | وتحفظ ما منه سواك أضاعه |
ولا زلت غيث اللطف يمنح ضرعُه | ضريح "على ّ" درَّه ورضاعه |