عش مُهنًّا فكلّ يومٍ يمرّ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
عش مُهنًّا فكلّ يومٍ يمرّ | لك عيدٌ وللحواسد نحر |
في سرورٍ جميعه لك لكِن | هو شطرٌ لنا وللدين شطر |
إنّما العيد أن نراك مُطاعاً | لك نهيٌ على الزمان وأمر |
ونرى الوجهَ منك يلمعُ بِشراُ | منك للدهر ملأ عينيه بدر |
يرجع الطرفُ أن أراك عدوّاً | وكأَن مرّ بين جفنيه جمر |
فلشمل السرور عندك نظمٌ | وعلى حاسديك للسوء نثر |
أنت يا كعبة َ الهدى مشعرُ الحق | على رغم أنف مَن لا يقرّ |
لك فسكرٌ يطالع الغيب حتى ّ | ليس من دونه عن الغيت ستر |
وإليك الرياسة انتهت اليومَ | وفيها للدين عزّ ونصر |
قمت فيها على التقى فتمنّى | كلُّ عصرٍ بأنّه لك عصر |
مَن تُرى في ولائنا منك أولى ؟ | ولك الودّ للرياسة أجر |
أنت بحرٌ لكنّ جدواك مدّ | كلّ آن والبحر مدّ وجزر |
أنت غيثٌ لكنّ جودك من أُولا | ه سكب وأوّل الغيث قطر |
ذو بنانٍ بموضع الجود تسمى | وهي من مَرضع الغمامِ أدرّ |
أتملاتٌ ما أتعبتها العطايا | ومتى أتعب الغمائمَ قطر |
فاخرت أرَضها السماءُ فقلنا | لكِ لولا بيتٌ على الأرض فخر |
فيه شمسُ الهدى وأربعة ٌ منه | بدور وفيكِ شمس وبدر |
هم به للسماح خمسة أنهار | وذا فيك للمجرّة نهر |
حرم باب عزّه مُستجارٌ | وهو دون اللاجي على الدهر حجر |
لم يقع في حماه حِجرٌ على صيدٍ | ولا طار نحو علياه نَسر |
ومُعارٍ بغلطة الحظّ عزّاً | قد ثنى العِطفَ منه زهوٌ وكبر |
ظنّ أن الفخار قصرٌ منيف | وثياب عليه حمر وصفر |
فتعاطى عُلاك وهو ابن خفضٍ | يزن الطود ضلّة وهو ذر |
ثم أعيى وحطّه النقص عجزاً | أن يساوي بقدره لك قدر |
قلت أقصر وحشو ثوبك خزيٌ | عن عُلا ملؤ برده منه فخر |
جلّ قدراً فقبله ما رأينا | بَشَراً وِلدُهُ ملائكُ غرّ |
هو بدر النهى وهم في علاه | أنجمٌ في مطالع الفضل زُهر |
كلّ كاسٍ من الجميل ففخراً | نسج بردي علاه حمد وشكر |
ماجد النفس في الخليقة حلوٌ | إن تذقه وفي الحفيظة مرّ |
حفظوا حوزة العُلى في زمان | بين أنيابه دم المجد هدر |
فهم أخوة المكارم فيهم | لا رأت عينها سوى ما يسر |