طرح الدهرُ في حمى المجد رحله
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
طرح الدهرُ في حمى المجد رحله | عند مولى ً يميرُه اليوم كلَّه |
ولدته العُلى وآلت بأن لا | تلدَ الدهرُ في بنى الدهر مثله |
سيفُ عزٍّ لقد تقلَّده المجدُ | وبالجود أحسن الفخر صقله |
ملكٌ تطلِع العُلى منه بدراً | في عيون الحواسد اشتبَّ شعله |
أفرشته الخدود منهم ولكن | حسدت فوقها الكواكبُ نعله |
لم يعب من خصاله الغرَّ شيءٌ | غير بشرٍ ينسى به الضيف أهله |
خفر الناسُ ذمَّة الجود لكن | حسنُ الفعل قد رعى اليوم ألّه |
وحَّد المدح منه للفضل ربَّاً | والثنا في سواه يحمد عجله |
درجت في العُلى أماجدُها الغـ | ـرُّ وكانوا شيخ العلاء وكهله |
ثم أبقت "محمداً حسن" الفعل | على فخرها بها مستدلّه |
ولعمري لا يكمل الفخرُ حتى | يصف الفرع طيباً لك أصله |
في لسان الثناء رحلة ندبٍ | كلُّ يوم له إلى الفخر رحله |
وصفَ البيد كيف أنضى المطايا | فطوى رحبها لينشر فضله |
يا مباري الصَبا بصُغرى بنانٍ | بالعطايا سماؤها مستهله |
عجباً يبتغي عُلاك ابنُ نقصٍ | ما حوى من خصالك الغرّ خصله |
رفعت قدركَ المعالي عليه | فلها أنت عمدة ٌ وهو فضله |
وقوافٍ منظومة ٍ لقبوها | رحلة ً حطّ عندها الشعر رَحله |
منك ألفاظها مجاجة مسكٍ | مُزجت حلوة ً بشهدة نحله |
كم جلت لأمرئٍ عقيلة معنى ً | أمهرتها يدُ التعجب عَقله |
ليت من مقتلي بدت بسوادٍ | في بياضٍ لكن بخط ابن مقله |
كلماتُ في وصف حجْكَ جاءت | كعطاياك في المكارم جزله |
قد روته لنا فناديت أرِّخ | حيِّ حجَّا يتلو مساعٍ برحله |