لا أرى للزمانِ يا صاح عذرا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لا أرى للزمانِ يا صاح عذرا | أفيدري لمن تأبَّط شرّا |
ولمن بغتة ً ألمَّ بخطبٍ | ساء فيه الأنامُ عبداً وحرّا |
ردَّ فيه حزناً نواصي الليالي | ووجوهُ الأنام شعثاً وغبرا |
وحشا المكرمات حرّى وعينُ الـ | ـمجد عبري ومهجة الفضل حرِّي |
مَن عذيري من لائمٍ فيك لا أقـ | فذوى بغتة ً وقد كان نضرا |
قد نعته العلياءُ وهو بقبرٍ | مذ حواه لصبرها صار قبرا |
يا هلالاً رجوتُ يكمل بدراً | محقته يدُ الردى فاستسِّرا |
مَن عذيري من لاثمٍ فيك لا أقـ | ـبل عذلاً وليس يقبل عذرا؟ |
لام حتى بلومه ضقتُ ذرعاً | مل ما ضقتُ في مصابكَ صدرا |
قلت دعني ومقلة ً لي عبري | ببكاها ومهجة لي حرّى |
لا تسمني قرارَ عيني فهذا | ضؤوها في ثرى اللحود استقرَّا |
هو منّي شطرُ الحشا أوَأسلو | بعدما من حشاي فأرقتُ شطرا؟ |
عجباً صرتُ فيه أسمح للترب | ومنه عليه أطرح وقرا |
بعد ظنّي على العيون جميعاً | أن ترى ذلك المحيّا الأغرّا |
كان لي في حياته العيشُ حلواً | وهي اليوم بعده قد أمرّا |
وبحسبي ما عشتُ داءً لنفسي | أنا أبقى ويسكن اللحدُ قسرا |
كيف ما متُّ إنني لجليدٌ | وبه أنشبت يدُ الموت ظفرا |
استجدُّ الثيابَ حياً لجسمي | وهو يبلى في الترب ميتاً معرّى |
لم أخلني كذا أكون صبوراً | وفؤادي بسهمه قد تفرّى |
رمتُ رفعَ الآلام عنه بجهدي | شفقاً لا لأبلغ الناسَ عذرا |
وبذلت الطريفَ من جلِّ مالي | مع بذل التليد منه ليبرا |
ورودِّي لو كان يبقى واملقتُ | إذا كان ذا لعيني أقرَّا |
سوءة ٌ للزمان ما لي أراه | ساء مَن أحسنوا لأبناه طرّا |
هم بنو المصطفى ومَن في البرايا | كبني المصطفى سماحاً وبرّا |
فئة ُ المجد معشرُ الشرف المحض | قبيل العليا وناهيك فخرا |
قد أرقَّ الحرصُ الأنامَ ولكن | لم يكن غيرُهم على الأرض حرّا |
قد كساهم «محمدٌ» صالحَ الأفعال | بُرداً من فخره طاب نشرا |
ورعٌ من رآه قال لعمري | إن لله في معانيكَ سرّا |
ملكيُّ الصفات لكن تراه | بشرى َّ الأعضاء قد جلَّ قدرا |
لك نفسٌ قدسيّة ٌ قد تمحضـ | ـت بها للإله سرّا وجهرا |
هي تلك النفسُ التي بين جنبي | ذي المعالي أخيك ليست بأخرى |
شرعاً قد سموتما للمعالي | وإليها ركبتما النجمَ ظهرا |
تمَّ فيه ما كان ساء وسّرا | فهو ملء الزمان نفعاً وضرّا |
ذو يسارٍ يزرى بيمنى سواه | ويمينٍ كانت لراجيه يسرا |
هي أجرى من البحار نوالاً | ومن الغاديات أغزرُ دَرّا |
تخصب الأرض في نداه إذا الجد | بُ أديمُ الصعيد فيه اقشعرّا |
كيف لا تحسد النجومُ ثراه | وبه قد سما على الشهب فخرا |
قد جرى سابقاً وصلّى أمينُ الـ | |
ثم حلاّ معاً بأرفع مجدٍ | طلعا في سماه شمساً وبدرا |
فغدا كلُّ نيِّرٍ بهما هادٍ | لمن رام للمكارم مسرى |
يا بني المصطفى رسختم حلوماً | فغدوتم على النوائب صبرا |
ذا الجزا أنتمُ حرِّيون فيه | لكن الصبرُ أنتم فيه أحرى |
ومصاب الماضي يهون إذا ما | كنتَ أنت الباقي وإن عزَّ قدرا |