أرشيف الشعر العربي

ملأتْ مكارمُكَ البسيطة أنعما

ملأتْ مكارمُكَ البسيطة أنعما

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .
ملأتْ مكارمُكَ البسيطة أنعما فلذلك انعقدت لرزئك مأتما
ولئن غدا فذاً مصابُك في الورى فالغيثُ كان له وجودك توأما
بالأمس قد رضعت بنانك درَّها واليوم تحلبها محاجرُها دما
ما غُمِّضتْ أجفان عينك عن ردى ً إلا وجفنُ الدهر غُمِّض عن عمى
حلب الحمام "أبا الأمين" بك الجوى شطرين صاباً في الزمان وعلقما
فأغصَّ في شطرٍ فماً من "هاشمٍ" وأغصَّ في شطر «لجعفرها» فما
قسم الرزيَّة في السويَّة فيهما فغدا كلا العبأين ثقلاً أعظما
أما وساعتك التي بيلملمٍ زالت وما أعنى سواك يلملما
ما خلت فقدَك يستقلُّ بثقله ركنا زمانك ثم لم يتهدَّما
فلقد أطلَّ غداة يومك فادحٌ هو منه في الأرضين أعظم في السما
في ناره استوت الأنامُ فما دروا أيَّ القلوب أحقّ أن تتضرّما
يا من أضاء بنوره أفقَ الهدى أعلمت بعدك كل أفق أظلما؟
من ردَّ طرفك عن فتور مغضياً ولكم لحظتُ به الحواسدَ أرقما
أبكيك للإحسان غاض نميرُه قسراً وللآمال بعدك حوّما
ولطالب المعروف ألقى رحله وأقام ميتَ العزم لا متلوِّما
قطعت بك الأيامُ آمالَ الورى قطعت ولا وصلت لكفك معصما
ولقد سددت فمَ النعيِّ بأنمل رجفت ولم أملك بهنَّ له فما
فأقرَّ في سمعي أمضُّ قوارعٍ نفذت فكانت في فؤادي أسهما
ينعي جفوناً كان يرخيها التقى بأبي جفونك ما أعفَّ وأكرما
وأناملاً منها بأعظم كلفة ٍ عبر الحمامُ إليك بحراً مفعما
رفعوك والبركات عن ظهر الثرى وطووك واللمعات عن وجهه السما
دفنوك وانقلبوا بأعظم حيرة ٍ فكأنما دفنوا الكتاب المحكما
لولاك يا «مهديُّ» آل «محمدٍ» ظلوا بمجهلها الطريقَ الأقوما
أشرقتَ شمساً في بروج سما الهدى فأضأتها وولدت فيها أنجما
لولاك ما وجدت ولولا "جعفرٌ" من مذهب للحق يرغم مجرما
أقسمتُ بالشرف الذي هو طبعه وعلمت ذلك جهدَ من قد أقسما
لقد احتمت منك الشريعة في فتى ً لا تستبيح يد النوائب ما حمى
وإذا ذوو الفضل استوت أقدامُهم وجدوه أحرى القوم أنْ يتقدَّما
ومن السكينة والوقار سكوتُه وإذا تكلَّم لم تجدْ متكلّما
هو خيرُ من نمت العلاءُ وآله من ذروة «الجوزاء» أشرف منتمى
"الجعفريين" الذين بمجدهم ركبوا من الشرف السنامَ الأعظما
رفعوا على اُولى الزمان رواقهم وتوارثوا فيه العلاءَ الأقدما
بالسيد «المهديِّ» ثم «بجعفرٍ» وبهم أنار الله ما قد أبهما
يا موصلاً مّني رسالة ذي حشاً ظمئت إلى ذاك الرواء ولا ظما
بلّغ بلغت الخيرَ خيرَ موسَّدٍ جدثاً به دفنوا الصراطَ الأقوما
يا بدرُ إن تك قد أفلت فلا تخلْ برجَ الهداية منك بعدك أبهما
فلقد ولدت به كواكب لم تلدْ مثلاً لها امُّ الكواكب في السما
لو عدتَ للدنيا ومن لزمانها بك أن تعود فيغتدي متبسما
لرأيت "صالحها" معيناً للعُلى مولى ً له الدهرُ اغتدى مستخدما
وتلطّفت وطفاه تحلبها الصَبا بثرى ً حواك فضمَّ عضباً مخذما
أفصحتُ عن وجدى إليك بدعوة ٍ رُبما ذممت بها الزمان الأعجما
قد كنتَ لي بجميل ذكرك مالكاً فلئن بقيتُ لأنسين متمما

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (حيدر بن سليمان الحلي) .

أكرِّر الطرف لا أرى أبداً

عَجِلَ الصبَّ وقد هبَّ طروبا

ما الحيثُ انتهى بكَ الأسراءُ

حبستُ رجائي عن الباخلينَ

أربَّ القوافي قد غدا لكَ مذعناً


ساهم - قرآن ٣