كفأ الإلهُ إناءَها
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
كفأ الإلهُ إناءَها | دنياً أطلتُ هجاءَها |
سلني بها فلقد قتلتُ | بخبرتي أنباءها |
وحلبتُ أشطرها معاً | ومعاً مخضت سقاءها |
ولها مواضعُ نقبِها | ثقة ً وضعتُ هناءها |
قالآن أنطق أن سبرن | تجاربي آناءها |
هي مَن خبرتُ طباعَها | لما خطيتُ وراءها |
فوجدت فاركة ً وقلـ | ـتُ أرى الطلاق دواءها |
عنها إليك فإنها | تدع القلوبَ وراءها |
لا تعزمنَّ بها البنا | ء ودع لها أنباءها |
ذاتُ التلوّن ما أقلّ | على الصفاء وفاءها |
قلبُ الخدائع كلها | غمست بهنَّ دِلاءها |
كم أنفسٍ ملكت بزبر | ج حسنها أهواءها |
دهياءُ إلا أنها | جهل الأنامُ دهاءَها |
أبداً تدبُّ بها الهمومُ | إلى النفوس ضُراءها |
خبأتْ خشونة غدرِها | لمن استلان وطاءها |
كالصلِّ: لكن لا يصيبُ | لديغها رقّاءها |
خرقاء تُدعي بالصناع | يداً، فدع خرقاءها |
لا ترجُ نائلها، فكم | قطعت يداً ورجاءها |
وبهدم عمركِ قد سعت | فلمن نريد بناءها؟ |
اليوم ترشفُ زهوها | وغداً تعالجُ داءها |
ما إن حمدتَ صباحها | إلا ذممتَ مساءها |
دارُ الفجايع، والروا | يع ما أشق عناءها!! |
يا ناعماً حتى كأنك | لم تخفْ بأساءها |
لا تطلبنَّ بها البقاءَ | فقد عرفتَ فناءها |
ولقد سمعتَ وكان أفـ | ـضعُ ما سمعت نداءها |
أبنى التي أكلت بأضـ | ـراسِ البلا أبناءها؟ |
أوما كفاكم أنها | سقت الردى أكفاءها؟ |
طوت المقاولَ كلها | وتحيَّفت أذواءها |
ولكم سعت ببشارة ٍ | لبس الزمانُ بهاءها |
بها تطيل نعاءها | |
ولكم دعت بكريمة ٍ | والموتُ كان دعاءها |
فاستُودعت جدثاً أرى | منه أضمَّ خباءها |
وأرى الخفارة خدرها | وعفافها، وحياءَها |
وأراكَ في دار المكارم | ما أجلَّ عزاءها |
مرضت له اليوم السماءُ | بكاسفٍ أضواءها |
وبكت لغلَة مَن بهم | سق البسيطة ماءها |
والأرض أضحت تقشعرُّ | مرجفٍ غبراءها |
رجَّت لوجد الممسكيـ | |
وعرا القذا عينَ الزما | ن لمن جلوا أقذاءها |
يا خجلة الدنيا لِما | لقيت به عظماءها |
وغلطتُ فيما قلتُ، بل | يا ما أقلّ حياءها |
أو ما على دار النبوَّ | ة تابعت أرزاءها؟ |
صدعت بهن حشا الهدى | صدعَ الردى أحشاءها |
كم مرَّ من يومٍ نوا | يحه تعط ملاءها |
فأتى بقارعة ٍ تزلـ | ـزل أرضها وسماءها |
طرقت حمى الدار التي | لبس الورى نعماءها |
دارٌ بها فتح الرشا | د بخاتمٍ علماءها |
السيدُ المهديُّ أكـ | ـرم من وطا حصباءها |
منه بواحدها الشريـ | ـعة كاثرت أعداءها |
هذا الذي ببقائه | حفظ الإلهُ بقاءها |
للفضل ما ارتفعت سماً | إلا وكان ذكاءها |
هو آية الله التي | كست الهدى لألاءها |
وأبو كواكبَ لا تضيـ | ـيء النيّراتُ ضياءها |
أنوار وحيٍ لا رأت | عينُ الهدى إطفاءها |
ونفوسُ قدسٍ قلَّ أن | تغدو النفوس فداءها |
هم أسرة ُ الدين التي | فرضَ الإلهُ ولاءها |
ولها بواجب ودَّها | صفت القلوب صفاءها |
بسطت على الدنيا أكفاً | ما تغبُّ سخاءها |
وست بفضلهم الروا | ة ففضَّلت أنباءها |
وروت بجعفرهم لحا | ئمة الرجاء رواءها |
ذاك الذي نشرت عليـ | ـه المكرماتُ لواءها |
ومشى على قدمِ غدا | وجهُ الحسود حذاءها |
ناهيك من قمرٍ على الـ | ـدنيا أعاد بهاءها |
مِن بعدما لبست لفقـ | ـدِ كرامها ظلماءها |
هو للزعامة صالحٌ | شرفاً رقى علياءها |
ما حيلتي؟ فله منا | قبُ أفحمت شعراءها |
لو استطيع إذاً نظمـ | ـتُ من النجوم ثناءها |
فهو الذي في ظله | رأت الورى استذراءها |
واستدفعتْ فيه ـ على | أن لا مُغيثَ بلاءها |
واستكشفت عنها بوجـ | ـه محمدٍ غماءها |
وعيونها بحسينها | رمقتْ وكان ضياءها |
بيضُ الوجوه غطارفٌ | نسجَ الفخارُ رداءها |
في الشتوة الغبراء لا | تغني الكرامُ غناءها |
من درجة وجدتْ بما | ءِ المكرمات رواءها |
نشأت تظللُ في الورى | أفنانُها أفياءها |
أبني الزمان دعوا كوا | كبَ هاشمٍ وسماءها |
فيؤا إليكم عن عُلاً | لهم الإلهُ أفاءها |
يا أسرة ً خدمتْ ملا | ئكة السما آباءها |
فطر الإلهُ من الجبا | لِ حلومَها وعلاءها |
لو تفرشون بقدركم | لفرشتم خضراءها |
أولستم المتجاوزيـ | ـن بمجدكم جوزاءها |
أمناءَ دين الله سا | دة َ خلقه أمناءها |
بين الإلهِ وبينها | وجدتكمُ سفراءها |
ركبت سحابة رحمة ٍ | من ذي الرياح رُخاءها |
وسرت على الدنيا من الـ | ـفردوس تحمل ماءها |
فسقت ضريحاً عنكم | ختمت به أرزاءها |