كذا يظهر المعجز الباهر
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
كذا يظهر المعجز الباهر | فيشهدُه البرُّ والفاجِرُ |
ويروي الكرامة مأثورة | يبلّغُها الغائب الحاضر |
يقر لقوم بها ناظر | ويقذى لقومٍ بها ناظر |
فقلب لها ترحاً واقع | وقلبٌ لها فرحاً طائر |
أجل طرف فكرك يامستدل | وانجِد بطرفكَ يا غائِر |
تصفَّح مآثر آل الرسول | وحسبُك ما نَشرَ الناشر |
ودونكه نبأ صادقاً | لقلب العو هو الباقر |
فمن صاحب الأمر أمس استبان | لنا معجز أمره باهر |
بموضع غيبته قد ألم | أخو عِلّة ٍ داؤُها ظاهر |
رمى فمه باعتقال اللسان | رامٍ هو الزمنُ الغادر |
فأقبل ملتمساً للشفاء | لدى من هو الغائب الحاضر |
ولقنه القول مستأجر | عن القصد في أمره جائر |
فيناه في تعب ناصب | ومن ضجرهِ فكره حائر |
إذا انحلَّ من ذلك الاعتقال | وبارحه ذلك الضائر |
فراح لمولاه في الحامدِين | وهو لألآئِهِ ذاكر |
لعمري لقد مَسَحت داءهُ | يدٌ كلُّ حيٍّ لها شاكر |
يدٌ لم تزل رحمة ً للعبادِ | كذلك أنشأها الفاطر |
تحدث وان قائم آل النبي | له النهي وهو هو الآمر |
أيمنعُ زائرَه الاعتقالُ | ممّا به ينطقُ الزائر |
ويغضي على أنه القادر | |
ويكبو مُرجيّه دونَ الغياثِ | |
أحاشيه بل هو نعم المغيث | غذا نضنض الحادث الفاغر |
فهذي الكرامة لا ما غدا | يلفقه الفاسق الفاجر |
أدِم ذكرها يا لسانَ الزمانُ | وفي نشرها فمك العاطر |
وهنّ بها سُرَّ مرَّا وَمن | به ربعُها آهلٌ عامر |
هو السيد الحسن المجتبى | خضمّ الندى غيثه الهامر |
وقل: ياتقدست من بقعة | بها يَغفرُ الزلّة َ الغافرُ |
كلا اسميكِ للناسِ بادٍ له | بأوجههم أثر ظاهر |
فأنت لبعضِهمُ سرَّ مَن | |
لقد أطلق الحسن المكرمات | محيّاكِ وهو بَهاً سافر |
فأنتِ حديقة ُ أُنس به | وأخلاقه روضك الناظر |
ونسجُ التقى برُدُه الطاهر | |
هو البحر لكن طما بالعلوم | على أنه بالندى زاخر |
على جودِه اختلف العالمون | يبشر واردها الصادر |
بحيث المنى ليس يسكو العقام | أبوها ولا أمُّها عاقر |
فتى ذكره طارفي الصالحات | وفي الخافقين بها طائر |
ينالُ عُلاهُ ولا نثر | |
يباري الصَبا كرماً كفّه | على أنه بالصبا ساحر |
فإن أمطرت استحيت الغاديات | ونادت: لأنت الحيا الماطر |
فيا حافظاً بيضة المسلمين | لأنت لكسرِ الهدى جابر |
فبلّغت لذَّتها مَن سواك | وبالزهد أنت لها هاجر |
تمنيهم في حماك المنيع | وهمك خلفهم ساهر |
سبقتم علا بدوام الأله | يدومُ لكم عزِّه القاهر |
وحولك أهل الوجوه الوضاء | |
كذا فلتكن عترة الأنبياء | وإلاّ فما الفخرُ يا فاخر |
ولا سهرت فيك عين الحسود | إلاّ وفي جفنِها غائر |
فليس لعلياكم أول | وليس لعلياكم آخر |
وكلهم عالم عامل | وغيرهم لابن تامر |
لكم قولة ُ الفصل يومَ الخصام | ويومَ الندى الكرمُ الغامر |
وَفَرت على الناسِ دنياهُم | فكلٌّ له حسنُها ساحر |
وكل نجوم هدى من علاك | بها قلت فالمثل السائر |
فدُم دارُ مجدك مأهولة ٌ | وباب علاك بها عامر |