إليك ما أنا من لهو ولا طرب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إلَيكِ ما أنَا مِنْ لَهو، ولاْ طَرَبٍ، | مُنيتِ مِنّي بقَلْبٍ غَيرِ مُنقَلِبِ |
رُدّي عليّ الصّبَا، إنْ كنتِ فاعِلَةً، | إنّ الهوَى لَيسَ من شأني وَلا أرَبي |
جاوَزْتُ حَدّ الشّبابِ النّضرِ، مُلتَفِتاً | إلى بَناتِ الصّبَا يَرْكضْنَ في طَلَبي |
وَالشّيبُ مَهرَبُ مَن جَارَى مَنيّتَهُ، | وَلا نَجَاءَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ الهَرَبِ |
وَالمَرْءُ لوْ كانتِ الشّعرَى لهُ وَطَناً، | حطّتْ علَيهِ صرُوفُ الدّهرِ من صَببِ |
قَد أقذِفُ العِيسَ في لَيلٍ، كأنّ لَهُ | وَشْياً منَ النَّورِ أوْ أرْضاً من العُشُبِ |
حتّى إذا ما انجَلَتْ أخرَاهُ عَن أُفُقٍ | مُضَمَّخٍ بالصّبَاحِ الوَرْدِ مُختضَبِ |
أوْرَدتُ صَادِيَةَ الآمَالِ، فانصَرَفتْ | برَيّها، وَأخَذتُ النُّجحَ من كَثَبِ |
هاتيكَ أخْلاقُ إسمَاعيلَ في تَعَبٍ | منَ العُلا، وَالعُلا منهُنّ في تَعَبِ |
أتعَبتَ شكرِي فأضْحى منكَ في نَصَبٍ، | فاذهَبْ فَماليَ في جَدوَاكَ منْ أرَبِ |
لا أقْبَلُ الدّهْرَ نَيْلاً لا يَقُومُ بهِ | شكرِي، وَلوْ كانَ مُسديهِ إليّ أبي |
لَمّا سألتُكَ وَافَاني نَداكَ عَلى | أضْعافِ ظَنّي، فلَمْ أظفرْ وَلم أخِبِ |
لم يخط مأبض خلسات تعمدها | فشك ذا الشعبة الطولى فلم يصب |
لأشكُرَنّكَ، إنّ الشّكْرَ نَائِلُهُ | أبقَى على حَالَةٍ مِنْ نَائِلِ النَّشَبِ |
بكُلّ شاهِدَةٍ للقَوْمِ غَائِبَةٍ | عَنهُمْ جَميعاً، وَلمْ تَشهَدْ وَلمْ تَغِبِ |
مَرْصُوفَةٍ باللآلي مِنْ نَوَادِرِهَا، | مَسبُوكَةِ اللّفظِ وَالمَعنَى من الذّهبِ |
وَلمْ أُحابِكَ في مَدْحٍ تُكَذِّبُهُ | بالفِعلِ منك، وَبعضُ المدحِ من كذِبِ |