حيَّتك من وَجَناتِها بشقيقها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حيَّتك من وَجَناتِها بشقيقها | وجلت عليك مُدامة ً من رِيقها |
وتبسَّمت لك عن ثناياً لم تَشِم | عينٌ كبارقها ولا كَعقيقها |
وحبتكَ من رشفاتِها بسُلافة ٍ | ما فضَّ مُرتَشِفٌ خِتامَ رحيقها |
وتعطّفت لك بانة ً غيرُ الصبا | لم يحضَ قبلك بانعطافِ رشيقها |
ورنت بأجفانٍ إليك فَواترٍ | بأخي الهوى الدُنيا تضيق لُضيقها |
يا أهلَ رامة َ ما الجمالُ وما الهوى | إلاّ لشائقٍ ريمكم ومَشوقها |
نفحتكم بعبيرها ريحُ الصَبا | ونحتكم ديمُ الحيا ببروقها |
فسقت ملاعِبَكم بأوطف تزدهي | منه بزهرِ رياضها وأنيقها |
غيثٌ بسيب نَدى محمد صالحٍ | تشبيهُ واكفِ سحبهِ ودفوفها |
هو خير من رضعَ المكارمَ درَّها | ورعى بها ـ مُذ كان ـ فرضَ حقوقها |
مَن مثلُه وهو ابنها البرُّ الذي | ما همَّ لمحة َ ناظرٍ بعقوقِها |
ملكٌ تجلّى للبريّة فخرهُ الـ | ـسامي تجلّي الشمسِ عند شروقها |
فإذا تكرَّم كان فارجَ ضيقها | وإذا تكلَّم كان ضيقَ حلوقها |
تفدي أنامله العريقة َ في الندى | أيدٍ من اللؤمِ انتساجُ عُروقها |
ورثَ العُلى من سابقينَ لغاية ٍ | ما للبريّة مطمعٌ للحوقها |
خُلقت كِراماً فهي تقتسم الثنا | والحمدَ بين جديرِها وخليقها |
شرَعت طريقَ الجودِ وهو مشى به | فمشى الكرامُ وراءَه بطريقها |
ولدتهُ مُمَّ «أبا الأمين» فأحرزت | بهما ثناء عدوّها وصديقها |
بلغا السماءَ عُلاً وزادَ محمدٌ | شرفاً سما فيه على عيّوقها |
أحيت أناملهُ العفاة َ ومن رأى | لُججاً يكون بها نجاة غريقها |
كرمٌ كغادية السحاب تُزينهُ | لمعاتُ بشرٍ كالتماع بُروقها |
يا من تفَّرعَ في الذرى من دوحة ٍ | تُجنى المكارمُ من ثمارِ وَريقها |
من دوحة الشرفِ الذي بثرى العُلى | وَشَجَت قديماً سارياتُ عروقها |
أهدى لك الفرحَ الإلهُ مخلَّداً | وكساكَ من حُلل الثنا برقيقها |
هذي المسرَّة ُ كم أقرَّت أعيناً | ولأعينٍ كانت قذى ً في مُوقها |
وعد الزمانُ بأن يزيلَ بها جوى | الأحشاء فاشاقت إلى تحقيقها |
خَفقَت بها شَوقاً وحين وفى بها | سكنت وقرَّت بعد طول خُفوقها |
وغدا الزمانُ وقد ترشَّف راحها | نشوانَ بين صَبوحِها وغَبوقِها |
فليُهنينكَ سائغُ الطرب الذي | لك قد أغصَّ الحاسدينَ بريقها |
واسعد بعرس محمدٍ حسن العُلى | وأخي النُهى عبد الحسين شقيقها |
داما بظلّكَ رافهينَ ولم تزل | تَغلي حُشاشة ُ من أبى بحريقها |
فبنوك ثمَّ بنو أخيك جميعهُم | تأوي الوَرى منهمِ لفارج ضيقها |
فإذا الخطوبُ تراكمت فالمصطفى | يُرجى لدفعِ جَليلها ودقيقها |
وإذا لياليها دَجَت فمحمدُ الـ | ـهادي بِطلعتهِ انجلاءُ غسوقها |
ولدى أمين المجد حفظُ عهودِها | إن خانَها دهرٌ بحلّ وثيقها |
أبني العُلى ارتشفوا سُلافة َ فرحة ٍ | أحلى من الصهباءِ في راووقها |
طاب السرور بها فقلت مؤرخاً | وصل الأحبة َ عرسُكم برحِيقها |