اقائم بيت الهدى الطاهر
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
اقائم بيت الهدى الطاهر | كم الصبرُ فتَّ حَشا الصابرِ |
وكم يتظلُّم دينُ الإله | إليكمن النفر الجائر |
يمدُّ يداً تشتكي ضعفَها | لطبِّكَ في نبضها الفاتر |
نرى منك ناصره غائباً | وشركُ العِدى حاضرُ الناصر |
فنوسع سمعك عتباً يكاد | يُثيركَ قبل نِدى الآمرِ |
نهزَّك لا مُؤثراً للقعود | على وثبة الأسد الخادر |
ونوقض عزمك لا بائتاً | بمقلة من ليس بالساهر |
ونعلم انك عما تروم | لم يَكُ باعُك بالقاصِر |
ولم تخشَ من قاهرٍ حَيثما | سوى الله فوقكَ من قاهرِ |
ولا بدَّ من أن نرى الظّالمين | بسيفك مقطوعة الدابر |
بيومٍ به ليسَ تبقى ضُباك | على دارِعِ الشرك والحاسِر |
ولو كنت تملك أمر النهوض | أخذت له أهبة الثائر |
وإنّا وإن ضرَّستنا الخطوبُ | لنعطيكَ جهدَ رِضى العاذر |
ولكن نرى ليس عند الأله | أكبرُ من جاهكَ الوافرِ |
فَلو تسألِ الله تعجيلُه | ظهورك في الزمن الحاضر |
لوافتكَ دعوتُه بالنّهوض | باسرع من لمحة الناظر |
فثقف عدلك من ديننا | قنا ً عجمتها يد الآطر |
وسكّن أمنُك منّا حشاً | وَحتّى غَدوا بين مقبورة |
إلىم وحتىم تشكو العقام | لسيفك أم الوغى العاقر |
وكم تتلظى عطاش السيوف | إلى ورد ماء الطلى الهامر |
أما لقعودك من لآخر | أثرها فديتك من ثائر |
وقدها يميت ضحى المشرقين | بظلمة قسطلِها المائر |
يردن بمن لا بغير الحمام | أو دركَ الوِترَ بالصادرِ |
وكلّ فتى حَنِيت ضَلعُه | على قلب ليث شرى ً هاصر |
يحدثه أسمر حاذق | بزجر عُقاب الوَغى الكاسر |
بان له إن سرى مستميـ | ـتاً لطعن العدى أوبة الظافرِ |
فيغدو أخفَّ لضمّ الرِّماح | منه لضم المها العاطر |
أولئكَ آل الوغى المُلبسون | عدوهم ذلة الصاغر |
هُم صَفوة المجدِ من هاشمٍ | وخالصة الحسب الفاخر |
كواكب منك بليل الكفاح | تحفُّ بنيّرها الباهرِ |
لهم أنت قطب وغى ثابت | وهم لك كالفلك الدائر |
ضِماء الجيادِ ولكنُّهم | رواء المثقف والباتر |
كماة تلقب أرماحهم | برضاعة الكبد الواغر |
لدى الروع بالأَجل الحاضرِ | |
فان سددوا السمر حكموا السما | وسدّوا الفضاءَ على الطائر |
وإن جردوا البيض فالصافنات | تعوم ببحر دمٍ زاخرِ |
فثمة طعن قنا لا تقبل | أسنَّتها عثرة َ الغادر |
وضربٌ يؤلّف بين النفوس | |
ألا أينكَ اليوم يا طالباً | بماضي الذحول وبالغابر |
وأين المعد لمحو الضلال | بتجديد رسم الهدى الدائر |
وناشرَ راية ِ دين الإله | وناعش جد التقى العائر |
ويابن الألى ورثوا كابراً | خميد المآثر عن كابر |
ومن مدحهم مفخر المادحين | وذكرهم شرف الذاكر |
ومن عاقدوا الحرب أن لا تنام | عَن السيف منهُم يد الساهرِ |
تَداركْ بسيفك وترَ الهدى | فقد أمكنتكَ طلى الواتر |
كفى أسفاً أن يمرَّ الزمان | ولست بناه ولا آمر |
وأن ليسَ أعيننا تستضيء | بمصباح طلعتك الزاهر |
على أنّ فينا اشتياقاً إليك | كشوق الربى للحيا الماطر |
عليك إمام الهدى عز ما | غدا البر يلقى من الفاجر |
لك الله حلمك غر البغاة | فأنساهم بطشة َ القادر |
وطول انتظارك فت القلوب | |
فكم ينحت الهم أحشاءنا | وكم تستطيل يد الجائر |
وكم نصب عينيك يابن النبي | نساط بِقدر البَلا الفائر |
وكم نحن في لَهوات الخطوب | نناديك من فمِها الفاغرِ |
ولم تَك منّا عيونُ الرجاء | بغيرك معقودة الناظر |
أصبراً على مثل حزّ المُدى | ولفحة ِ جمر الغضا السّاعرِ |
أصبراً وهذي تيوس الضلال | قد أمنت شفرة الجازر |
اصبراً وسرب العدى رائع | يروح ويغدو بلا ذاعر |
نرى سيف أو لهم منتضى | على هامنا بيد الآخر |
به تعرق اللحم منا وفيه | تشظّي العظامَ يدُ الكاسر |
وفيه يسوموننا خطة | بها ليس يرضى سوى الكافر |
فنشكوا إليهم ولا يعطفون | كشكوى العقير للعاقر |
وحين التقت حلقات البطان | ولم نر للبغي من زاجر |
عججنا إليكَ من الظالمين | عجيجَ الجِمالِ من الناحرِ |
وبتنا نود الردى كلنا | لننقل عنهم إلى قابر |
أجل يَومنا ليس بالأجنبي | من يوم والدك الطاهر |
فباطن ذاك الضلال القديم | مضمره عين ذا السابر |
فعنك انطوى أي تلك الخطو | ب فتحتاج فيه إلى الناشر |
أيَومُ النبيّ ومن هاهُنا | أُتينا بهذا البَلا الغامر |
غداة قضى فغدا العالمون | ولكن رَأى فُرصة الثائر |
فأضرمها فتنتة لم تدع | رشاداً لبادٍ ولا حاضرِ |
غدا الدين أهون لما ذكت | لدى القوم من سحمة الصاهر |
أذلك أم يوم أضحى الوصيّ | يرى فيئه طعمة الفاجر |
وعنه تقاعد صحب النبي | ومالوا إلى بيعة الماكر |
فما في مُهاجرة المسلمين | له بعد طه سوى الهاجر |
ولا في قَبيلة أنصارهم | لهُ حَيث أفردَ من ناصرِ |
بني قيلة بعدت قيلة | وما ولدت عن رضا الغافر |
أيُصبح فيكم بلا عاضد | وصيُّ الرسول ولا وازرِ |
وقهراً إلى شيخ تيم يقاد | بكف ابن حنتمة العاهر |
وَتُبتزُّ فاطمة بينكم | |
وأنتم حضور ولَم تَغضبوا | فيا بؤس للملأ الحاضر |
وحين قضت بيعة الغاصبين | باذواء فرع الهدى الناضر |
غَدت عَثرة ُ الوحي لم تخل منـ | ـهم ولا حلبة الشاة من ضائر |
ترى غلية الشرك أنى مقبورة | بملحدها في الدجى السّاتر |
وبَين قَتيل بمحرابه | خضيب الشوى بالدم القاطر |
وميت برى منه سمّ العدو | حشاً ملؤها خِشية الفاطر |
وَبين صَريع بصيخودة ٍ | تريب المحيا بها عافر |
قضى والهداية ُ في مصرع | ووسد والرشاد في قابر |
ومن ساهر الهم يبغي النهوض | منتظرٍ دعوة َ الآمرِ |
مصائبُ يفطرنَ قلب الجليد | وينضخن دمعاً حشى الصابر |
فهل ينشد الصبر في مثلها | وما مثلها دار في خاطر |