قد كان داؤُك للشريعة داءا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قد كان داؤُك للشريعة داءا | فالآنَ صار لها شفاك شِفاءا |
نزعت يدُ الباري سقامكما معاً | وكستهُ شاغلة ً به الأَعداءا |
مسحت غبارَ الداءِ منك بصحة ٍ | كانتِ لوجه المكرُمات جلاءا |
قرَّت بها عينُ الهداية وانثنت | عينُ الحواسدُ تشتكي الأقذاءا |
والمجدُ أعلنَ في البريّة هاتِفاً | بشرى بصحّة من شفى العلياءا |
فاغدوا سواءً في السرور كما غدوا | في شكر نائله الجزيلِ سواءا |
فلتهنَ طائفة ُ الهدى في شيخها | ولنستدم به وأمه النَعماءا |
فإليه أملاكُ السماءِ تطلّعت | فأقرَّ أعينَها غداة تراءا |
وتباشرت حتّى كأَنّ إلهها | منها أزالَ بِبُرئه الأدواءا |
وتنزّلت كيما تنتهيّ جعفراً | وهو الجديرُ مودّة ً وإخاءا |
لا قلت هذا غيرُ ذاك فهل ترى | ماءً تغايرَ، إن قسمت الماءا |
هو جعفر الفضلِ الذي أهلُ النهى | يَرِدون منه ويصدرونَ رُواءا |
وإذا رقى الأعوادَ أسمع ناطقاً | بالوعظ حتّى الصخرة َ الصماءا |
ولقد سرى في الصالحاتِ لذكره | أرجٌ يطبقُ نشُره الأرجاءا |
وأطل دعاك له وناد محمدَ الـ | ـحسنَ المجلّي نورُه الظلماءا |
أأبا الشريعة أنت كافلها الذي | أنسى البنينَ ببرّه الأباءا |
وبكم جميعاً أبصرت لكنّهم | كانوا لها حُدَقاً وكنت ضياءا |
أنت المعدّ لحفظ حوزتنا التي | لم تحو سابغة ً ولا عدّاءا |
ماذا يضرّ ومنكباك لواؤُنا | أن لانهزَّ على العُدات لواءا |
ولسانك السيفُ الذي أخذ الهدى | بشباهُ من أعدائه ما شاءا |
وإذا جرى قلمٌ بكفّك خالَهُ | بحشاه خصمك صعدة ً سمراءا |
ولقد جريت إلى المعالي سابقاً | حتى تركت السابقينَ وراءا |
غفراً لذنب الدهر إنَّ له يداً | عندي نسيتُ لنفعها الضرّاءا |
جلبَ المسرّة لي بإثر مسرَّة ٍ | سبقت فضاعف عندي السراّءا |
بشفاء مُنتجبٍ وعرس مهذَّبِ | بَهرَ البريَّة َ فطنة ً وذَكاءا |
إن غبتُ عن ذاك السرور فلم يكن | ليفوتني ما أطربَ الشعراءا |
فبعرس عبد الله رونقُ عصرنا | في كلّ آونة ٍ يزيدُ صفاءا |
وبأيّما وقتٍ حضرتُ فإنّه | للزهو وقت بالسعود أضاءا |
فاهتف ودونكه لتهنئة العُلى | وشياً يفوق صناعة ً صنعاءا |
بشرى به عُرساً لأيّ مرشحٍ | بعُلى أبيه تجاوزَ الجوزاءا |
هو غصنُ مجدٍ ذو مخايل بَشّرت | أن سوف يُثمر سؤدداً وعلاءا |
لو أنَّ من نظمَ القريضَ بعرسه | نظم النجومَ لزادها لألاءا |
سكرت به الدنيا ولكن لم تذق | إلاّ خلائقَ جدِّه صهباءا |
صِفه وإخوتَه فكلٌّ منهم | في المجد أحرزَ عزَّة ً قعساءا |
أحيوا أباهم باقرَ العِلم الذي | قدماً أعاد ذوي النهى أحياءا |
متكافئين بفخره وجميعهم | ولدتهم أُمّ العُلى أكفاءا |
فلجدِّه البُشرى وأين كجدِّه | لا تطلبينَّ مزايا ذُكاءِ ذُكاءا |
وَليهن فيه عمّه ذاكَ الذي | فاتت مزايا فضله الإِحصاءا |
يا من إذا التفّت عليه مجامعُ | الآراءِ فلَّ بعزمه الآراءا |
دُم للشريعة كي تدوم لنا فقد | جعل الإلهُ لها بقاكَ بقاءا |
وأَقم على مر الزمان ممدّحاً | يُحبى صباحاً بالسنى وَمساءا |