بشرى فمولدُ صاحبِ الأمرِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بشرى فمولدُ صاحبِ الأمرِ | أهدي إليك طرائف البِشرِ |
وبطلعة منه مباركة | حيّى بوجهكِ طلعة َ البدر |
وكساك أفخر خلعة ٍ مكثت | زمناً تنمقها يد الفخر |
هي من طراز الوحي لا نزعت | عن عطف مجدك آخر العمر |
وإليك ناعمة ُ الهبوبِ سرت | قدسية النفحات والنشر |
فحبتك عطراً ذاكياً وسوى | أرجِ النبوّة ليس من عطر |
الآن أضحى الدين مبتهجاً | وفم الأمامة باسم الثغر |
وتباشرت أهلُ السماءِ بمن | حفَّت به البُشرى إلى الحشر |
فَرِحت بمن لولاهُ ما حُبيت | شرف التنزل ليلة القدر |
ولما أتت فيه مسلِّمة ً | بالامر حتى مطلع الفجر |
لله مولدُه ففيه غدا | الإسلامُ يخطُر أيّما خَطر |
هو مولدُ قال الإلهُ به | كرماً لعينك بالهنا قرّي |
وحباك أنظر نعمة وفدت | فيه برائق عيشكَ النضر |
بالكر به كأس السرور فما | أحلاه عيداً مرَّ في الدهر |
صقلت به الأيّامُ غرَّتها | وَجلت وجوهَ سعودِها الغُرّ |
أهلُّ النهى والأوجهِ الغرّ | من في الوجود يقوم بالشكر |
فلكم حشى ً من أنسهِ حبرت | في روضة ٍ مطلولة الزهر |
ولكم على نشر الحبور طوت | طيَّ السجل حشى ً على جمر |
يا خير مَن وَفَدت لنائلِهِ | حنقوا بمولد مدرك الوتر |
سيف كفال بأن طابعه | مَلكُ السما لجماجم الكفر |
بيديه قائمة وعن غضب | سيسله لطلى ذوي الغدر |
فترى به كم خدر مُلحدة ٍ | نهب وكم دم ملحد هدر |
حتى يعيد الحق دولته | تختالُ بين الفتحِ والنصر |
للمجتبى الحسن الزكي زكى | عيص ألف بطينة الفخر |
نشأت "بسامراء" أنملة | ديما تعم الأرض بالقطر |
وكأنه فيها وصفوته | أهل بالنهى والأوجه الغر |
قمرٌ توسّط هالة َ فغدا | |
متضوع أرج السيادة من | عطفي علاه بأطيب الذكر |
عمار محراب العبادة قد | نشر الإلهُ به أبا ذرّ |
وحباهُ عِلماً لو يقسِّمُه | في دهرهِ لكفى بني الدهر |
حر العوارف يسترق بها | في كل آن ألسن الشكر |
ومنزه ما غيرت يده | تبعات هذي البيض والصفر |
جذلان يبدأ بالسخا كرماً | ويعيدُه ويظنُّ بالعُذر |
وله شمائلُ بالندى كَرُمت | فغمرن من في البر والبحر |
والمرءُ لم تَكرُم شمائلهُ | حتّى يهينَ كرائمَ الوفر |
مولى علت فهر بسؤدده | وله انتهى إرثاً على فهر |
من لو مشى حيثُ استحقَّ إذاً | لمشى على العيوق والنسر |
الخلق من ماء لرقته | والحلمُ مفطورٌ من الصخر |
تبري طُلى الأعدام أنملُهُ | بصنايعٍ من مَعدن التبر |
لم تترك خطباً تسادفه | إلا ثنته مقلم الظفر |
يا واحدَ العصر استَطل شَرفاً | فقد استنابك صاحب العصر |
ورأى ولي الامر فيك نهى | فدعاك : قم بالنهي والامر |
فمثلتَ في الدنيا وكنتَ لها | علماً به هديت بنو الدهر |
ياخير من وفدت لنا ثله | وأجل من يمشي على العفر |
بك إن عدلتُ سواك كنت كم | تزن الجبال الشم بالذر |
إن كان زانَ الشعرُ غيرك في | مدحٍ فمدحُك زينة ُ الشِعر |
ماذا أقول بمدحكم ولكم | جاءَ المديح بمحكمِ الذكر |
كيف الثناءُ على مكارِمكمُ | عجز البليغُ وأُفحمَ المُطري |
فاسلَم ولا سَلِمت عداك ودم | ولك العلى ونباهة القدر |