همومٌ نوى البرءُ منها ارتحالا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
همومٌ نوى البرءُ منها ارتحالا | فلا تبعث الداء إلا عضالا |
وطفلُ الأسى لم يجدْ من رضاع | حشا حالب الفضل يوماً فصالا |
عفاءً على الدهر من ناقصٍ | على الكاملين تجنّى خبالا |
أجال عليهم خيول الخطوب | ولو مثلّت لاستقالوا قبالا |
ولو عرف الدهرُ قدر الكرام | لكفَّ غداتئذٍ ما أجالا |
غزاني بملمومة النائبات | وعاد بإنسان عيني نفالا |
فروَّع سمعي بصوت النعيّ | ورنَّق من صفو وردي سجالا |
فبتُّ وفي مقلتي عائرٌ | حمى جفنها بالكرى الاكتحالا |
وقائلة ليس سمعي لها | وبعضُ المقال أراه محالا |
أجدّك من عاتبٍ ما تزال | تذمُّ من الدهر هذي الخصالا |
أقلْ عثرة َ الدهر أو لا تقل | فليس يبالي بأن لا يقالا |
أتجزع للبين مستثقلاً | وأنت حجى ً تستخف الجبالا؟ |
تماسكْ ولا تبذل أدمعاً | حماها وقارُك عن أن تذالا |
فقلت وعيني أسى ً تستهلُّ | كمحتفل الودق مرخي العزالا |
أآمنة السرب كّفى الملامَ | ضلالاً لرأيكِ منّي ضلالا |
فما نفحة ٌ من رياض الصبا | لها أرجٌ للقلوب استمالا |
بأطيب من تربة ٍ ضمّنتْ | على رغم أنفى منِّي هلالا |
نشدتكَ يا دهرُ ألاّ أعرتَ | مسامعك اليوم مني مقالا |
أعن سفهٍ منك للأكرمين | تركَّبُ غدركَ حالاً فحالا |
وتزجى الخطوب ثقالاً لكي | لهم تستخفُ حلوماً ثقالا |
وأنّى يزاول نملُ القرى | جبالَ شرورى فتخشى زيالا؟ |
وتعجم يا دهرُ في ما ضغيك | من عود علياهم ما استطالا |
وهل زبرة ٌ عضها أدردٌ | فآثر أو نال منها منالا |
تعلّم لك السوء من ناقصِ | عدا طوره وتمنّى محالا |
بأنّ الأماجد صبرٌ ولو | بدهتهم بالخطوب اغتيالا |