عنوان الفتوى : رتبة حديث: الناس كلهم موتى إلا العالمون...
السؤال
أهذ الحديث صحيح أو لا؟
الناس كلهم موتى إلا العلماء، والعلماء كلهم نيام إلا العاملون، والعاملون كلهم (مغترون) إلا المخلصين! والمخلصون على خطر عظيم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الكلام لا يصح كونه حديثا واردا عن النبي صلى الله عليه وسلم بل هو موضوع، وقد ورد منسوبا لبعض الزهاد. جاء في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة للشيخ الألباني رحمه الله: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة (1/ 174)
الناس كلهم موتى إلا العالمون، والعالمون كلهم هلكى الا العاملون، والعاملون كلهم غرقى إلا المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم. موضوع.
أورده الصغاني (ص 5) وقال: وهذا الحديث مفترى ملحون، والصواب في الإعراب: "العالمين والعاملين والمخلصين".
قلت: وهو شبيه بكلام الصوفية، ومثله قول سهل بن عبد الله التستري: الناس كلهم سكارى إلا العلماء، والعلماء كلهم حيارى إلا من عمل بعلمه، رواه الخطيب في " اقتضاء العلم العمل " (رقم 22 - بتحقيقي)، ثم روى من طريق أخرى عنه قال: الدنيا جهل وموات، إلا العلم، والعلم كله حجة إلا العمل به، والعمل كله هباء إلا الإخلاص، والإخلاص على خطر عظيم حتى يختم به.
قلت: وهذا أقرب إلى هذا الحديث، فلعله هو أصله، رفعه بعض جهلة الصوفية. انتهى من السلسلة.
وجاء في تاريخ دمشق لابن عساكر: سمعت ذا النون المصري يقول: الناس كلهم موتى إلا العلماء، والعلماء كلهم نيام إلا العاملون، والعاملون كلهم مغترون إلا المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم, قال الله عز وجل: "ليسأل الصادقين عن صدقهم". انتهى.
والله أعلم.