سقى الله عهداً بالحمى قَد تقدَّما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سقى الله عهداً بالحمى قَد تقدَّما | وعَيشاً تقضّى ما أَلذَّ وأنعما |
تعاطيتُ فيه الراح تمزج باللمى | وعفراء سكرى المقلتين كأنّما |
سقتها الندامى من سلافة أشعاري | |
لهوتُ بها والدهر مستعذب الجنى | ونلتُ كما أهوى بوصلي لها المنى |
ولم أنسها كالغصن إذ مال وانثنى | تمرُّ مع الأتراب بالخَيف من مِنى |
مرورَ المعاني في مفاوز أفكاري | |
وبيضٍ عذارى من لؤيٍّ وغالب | كواعبَ أترابٍ فيا للكواعب |
تخطِّينَ في أبهى خطاً متقارب | وَعَفَّين آثار الخُطا بذوائبِ |
كما قَد عَفَتْ في منزل الذلِّ آثاري | |
إذا نظرتْ سلَّت بألحاظها الظبا | وإنْ خَطَرت كانت كما خطر القنا |
فما نظرَتْ إلاَّ بأبيض يُنتضى | ولا خَطَرَتْ إلاَّ وتذكّرتُ في الوغى |
بهام خطير القدر ميلة خطّاري | |
كأنّي بها ما بين أختٍ وضرّة ٍ | إليَّ بأسرار الغرام أسرَّتِ |
أضميتْ كضيمي بين قومي وأسرتي | ومِن ضَيْمها كادَت تبيحُ طمرَّتي |
من الضَّيْم ما أَخْفَيْتُه تحت أطماري | |
أمضَّ هواها في فؤادي وما حوى | سوى حبّها حتى أليم فما ارعوى |
وقد سألتْ عمَّا ألاقي من الجوى | فَرُحْتُ إليها أشتكي مضض الهوى |
كما شكتِ الأقلامٌ مني إلى الباري | |
رَأَتْ فَتَياتُ الحيّ عَيني وَوَبْلَها | فأكثرنَ بالتأنيب إذ ذاك عذلها |
فَرُحْتُ وقَد أجْرَت لها العينُ سَيلَها | وجاراتها راحتْ مؤنِّبة لها |
على ما جرى في السفح من مدمعي الجاري | |
أَهيمُ بمرآها وحسن قوامها | وإنّي لمعذورٌ بمثل هيامها |
وكم ليلة ٍ قد بِتُّ جنح ظلامها | يسامرني طول الدجى من غرامها |
سميرٌ أُناغي في معانيه سُمّاري | |
إذا قربتْ من ناظري أو تأخَّرتْ | ففي صورة الشمس المنيرة صوِّرتْ |
متى أسفرتْ عن وجهها أو تستَّرتْ | على قربها منّي إذا هي أسفرتْ |
يباعدُ منها الحسنُ ما بين أسفاري | |
لها مقلة ٌ كالمشرفيِّ شباتُها | لعقيدة صَبري أوهَنَتْ نفثاتُها |
إذا ما رَنَتْ أو رُتّلت كلماتها | لرقّة ِ سحري تنتمي لحاظاتها |
وألفاظها نعزي لرقَّة أشعاري |