سَعِدتْ نجدٌ إذا وافيتَ نجدا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
سَعِدتْ نجدٌ إذا وافيتَ نجدا | بقدومٍ منك إقبالاً وسعدا |
وإذا أصبحت في أحسائها | قبل للشر عن الأحساد بعدا |
أقبل الخير عليها كلُّه | منجزاً فيك بلطف الله وعدا |
وأراد الله أنْ يعصمها | من شرار كادت الأخيار كيدا |
كان كالضائع ملكاً هملاً | فاسترد الملك أهلوه فَرُدّا |
إذ تصديت لأمر لم نجد | قبل علياك له من تصدّى |
منجداً مستنجداً أنقذته | بفريق صالح سار مجدا |
ورجالٍ أنت قد أعددتهم | يوم تلقى الأسدُ في الهيجاء أسدا |
كل مقدام إلى الحرب يرى | شكر نعمائك فرضاً أن يؤدي |
كاللواء المقدم الشهم الذي | كان في الهيجاء لا يألوك جهدا |
وفريق نفذت أحكامه | بالذي تأمره حلاً وعقدا |
والسعيد السيّد الشهم الذي | كان من أسعد خلق الله جدا |
إنّما التوفيق والإسعاد ما | برحا سيفاً لعلياك وزندا |
جرّبوا الأيام سخطاً ورضاً | وَبَلَوْا أهوالها شيباً ومردا |
بذلوا أنفسهم في خدمة | أورثَتْهم بعدها عزّاً ومجدا |
بعقول لم تزل مشرقة | وسيوف تحصد الأعمار حصدا |
فعلت آراؤهم ما لو جرى | معها العضب اليماني لأكدى |
عاملوا باللطف منهم أمّة ً | لم تجد من طاعة السلطان بدا |
جلبت طايعهم عن رغبة | حين أقصت من أبى الطاعة طردا |
صدقوا الله على ما عاهدوا | إنّهم لم ينقضوا في الله عهدا |
شملتهم منك باستخدامهم | أنعمٌ تترك حرَّ القوم عبدا |
ولعمري ليس بالمغبون من | يشتري منك الرضا بالروح نقدا |
لمزايا خصّك الله بها | أكثرَ الناسُ لها شكراً وحمدا |
يا مشيراً، بالذي يرشدنا | إنّما أنتَ بطرق الرشد أهدى |
كل ما جئت به مبتكر | من عموم النفع فعلاً يتعدى |
فاركب البحر وخض لُجَّتَهُ | يا شبيه البحر يوم الجود مدا |
وانظر الملك الذي استنقذته | واجرِ ترتيبك فيه مستبداً |
يتلقاك بأعلى همَّة ٍ | فتُحيّا بالتهاني وتُفدّى |
قد أقرَّتْ واستقرت عندما | زجرت طائرك الميمون سعدا |
أصبحت في عيشة راضية | وبأيامك نلقى العيش رغدا |
يسّر الله لك الأمر كما | ينبغي لطفاً وإحساناً وقصدا |
لا دم سال ولا دمع جرى | زكفاها ربك الخصم الألدّا |
يهنك السيف الذي أهدي من | ملك أهداه انعاماً وأسدى |
لستُ أدري سيّدي أيَّكما | هو أمضى إذ يكون الروع حدا |
كلمّا جردته من غمده | كان برقاً في أياديك ورعدا |
وإذا أغمدته كان له | هام من يعصيك في الهيجاء غمدا |
دُمْتَ للدَّولة عَيناً وَيَداً | والحسام العضب والركنَ الأشدّا |
دولة قد أيَّدت وکتخذت | من جنود الله أنصاراً وجدا |
ويميناً إنّها إن صدمتْ | جبلاً بالبأس منها خَرّ هدّا |
أو أتَت نار عدوٍّ أوقِدَت | لأحالت حَرَّ تلك النار بردا |
يا لك الله هماماً بالذي | يدحضُ الغيَّ وما جانب رشدا |
مرُّ طعم السُّخط حلويّ الندى | يجتني المشتار من أيدي شهدا |
ما رأت عيناي أندى راحة | منك في الجود ولا أثقب زندا |
راحة الدنيا وناهيك به | مخلص لله ما أخفى وأبدى |
فلو أنّي فزت في أنظاره | جعلت بيني وبين البؤس سدا |
أنت كالدنيا إذا ما أقبلَتْ | لامرئٍ، والدهر إعراضاً وصدّا |
أنتَ أسنى نعم الله التّي | نحن لا نحصي لها حصراً وعدا |
لك في الناس على الناس يدٌ | نظمت في جيد هذا الدهر عقدا |
فقدت وجدان ما نحذره | لا أراعتنا بك الأيام فقدا |
فعلى الأقطار مُذْ وُلّيتَها | ظلُّك الضافي على الأقطار مدّا |
فتوجَّه حيث ما شئت لكي | تملأ الساحل إحساناً ورفدا |
في أبان الله محفوظاً به | تصحب النصر ذهاباً ومردّا |