شفيتَ بطردِ صالحِ كلّ صدرٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
شفيتَ بطردِ صالحِ كلّ صدرٍ | ولم تبرحْ شفاءً للصدور |
وطهَّرتَ الشريعة من دنيٍ | يبيعُ الدين في فلسٍ صغير |
مطامعُ نفسه قد صيَّرته | كما تدري إلى بئس المصيرِ |
ويشكو فقره للناس طرّاً | وما هو لا وربّك بالفقير |
تَعاطى من تجاسُرِه أموراً | يسرُّ عداك في تلك الأمور |
وببطِشُ بطشَ جبّار على أنْ | له جأشٌ يفرُّ من الصفير |
فكيف تلينُ مولانا لخصمٍ | له الويلات من كلبِ عقور |
ومن يك ذاته نَجِساً خبيثاً | متى يلقاك في قلب طهور |
فلو يُرمى بلجّ البحر يوماً | لنجَّسَ شيبه ماءَ البحور |
نظرتَ إليه في عيني رحيمٍ | صفوحٍ عن جنايته غفور |
وأَحْيَيْتَ کسمَه من بعد موتٍ | وكان يعدُّ من أهل القبور |
فعاد لما نُهي عنه وأمسى | على تلك السفاهة والفجور |
يظنٌّ لجهله من غير علمٍ | بأنَّك غيرُ مطلعٍ خبير |
ولم يتحمَّل الإكرام حتى | رماه لؤمه في قعرِ بير |
يطيش إذا التقيتَّ إليه طيشاً | ولا ربَّ الخورنق والسدير |
فلو طالت يداه عليك يوماً | أراك الحتفَ ذو الباع القصير |
وإنَّ سَماعَك الأَخبارَ عَنه | وإنْ كثرتْ قليلٌ من كثير |
وكدَّرَ كلَّ من يهواك منّا | وكنّا قبلُ كالماءِ النمير |
ولا ترضى الحميرُ به إذا ما | نسبناه إلى جنس الحمير |
أَزَلْتَ وجودَه فغنِمتَ أجراً | كأعظم ما يكون من الأجور |
فأنت ـ فُدِيتَ ـ للإسلام حصنٌ | وسُورٌ للشريعة أيُّ سور |
تحامي عن شريعة دين طه | بماضيها محاماة الغيور |