راقَ للأبصارِ حسناً وجمالا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
راقَ للأبصارِ حسناً وجمالا | بَدرُ تِمّ لاحَ فکستوفى الكمالا |
قَرَّت العينُ به من أبلجٍ | فَرَأتْ أعينُه السِّحْرَ حلالا |
كلّما زاد وَميضاً برقه | زادني من لوعة الوجد کشتعالا |
ظامىء ُ الأحشاء في الحبّ إلى | مانعي من ثغره العذب الزلالا |
لا أبالي في صبابات الهوى | أَقْصَرَ العاذلُ لومي أمْ أطالا |
كم طعينٍ بقوام أهيفٍ | هو لم يشهد طعاناً ونزالا |
إنَّ للصّبِّ لعمري كبِداً | زادَ في القلب من الوجد ذبالا |
صانَ في أحشائه الحبّ وقد | أهرقتْ أجفانه الدمع المذالا |
يامُحِلاَّ في الهوى مني دماً | سيف عينيه وما كان حلالا |
وكمالات وعلم ونهى ً | هبة من جانب الله تعالى |
دَبَّرَ الملك برأي ثاقب | وأحال الجَوْرَ عدلاً فکستحلا |
وكسى بغداد في أيّامه | حُلَّة َ الفخر جمالاً وجلالا |
كلَّما جالت به أفكارنا | من ثناءٍ وجدتْ فيه مجالا |
فرأيناها لعمري بلدة ً | نِعَمُ الله عليها تتوالى |
قَد زَهَتْ فيه وقد عَمَّرها | واحدُ الدنيا مقالاً وفعالا |
والعراق الآن لولا عدلُهُ | ما رأى من بعد ما کعوجَّ اعتدالا |
لو دعا الشُّمَّ الرواسي أمره | لم تُجِبْ دَعوتَه إلاَّ کمتثالا |
أخذتْ زخرفها وازَّينت | فهي للجنَّة ِ قد أمست مثالا |
حكمٌ تهدي إلى الرشد ومن | زاغ عنها فلقد ضلَّ ضلالا |
وسجاياه التي في ذاته | بَزَغَتْ في أُفُق المجد خلالا |
فيْ مزاياه لعمري كرمٌ | وَسِعَ الناس به جاهاً ومالا |
لو تطلَّبتَ سواها مثلها | كنتَ ممّن يطلب الشيء المحالا |
دولة أيّدها الله فما | ترهب الدنيا ولا تخشى زوالا |
من رجالٍ نظم الملك بهم | وإذا كان الوغى كانوا جبالا |
قوّة ٌ في ذاتهم لو حاولوا | أنْ يزيلوا جبلاً فيها لزالا |
زارَ بغدادَ فزارتنا به | أَيْمُنُ الخير يمينا وشمالا |
يا لها من زورة ٍ مقبولة ٍ | أطلعتْ منك على الناس هلالا |
فلقد ولاّك سلطان الورى | لا أراني الله فيك الانفصالا |
يومَ أقبلتَ على بغداد في | أَيّ يوم كان للعيد مثالا |
هو ظلُّ الله في الأرض وقد | مدَّ بالأمن على الناس ظلالا |
جئتَ بالخير علينا مقبلاً | وتنقَّلْتَ مع السعد انتقالا |
فرأينا منك وما لم نرهُ | قبلَ أنْ جئتَ كمالاً وجمالا |
وإذا ما مَدَّ يوماً باعه | ظال فيما يبتغيه وکستطالا |
يقصر المادح عنها مطنباً | كلّما بالغ بالمدح وغالى |
باسطٌ بالخير والحسنى يداً | نَوَّلَتْ من كلّ ما نهوى نوالا |
وإذا جَرَّدَهم يومَ وغى ً | مثلما جرَّدَ أسيافاً صقالا |
أشرفُ الناس وأعلاهم سنى ً | أَشْرَفَ الناس مزاياً وخصالا |
رحم الله تعالى روحهم | إنَّهم كانوا إلى الخير عجالى |
لا أراني عَنْ غنى ً منفصلاً | إنْ يكنْ لي بمعاليه کتّصالا |
يا ملاذي ومآلي لم تَزَلْ | أنا لي فيها ملاذاً ومآلا |