هلمَّ بنا نزورُ أبا الخصيبِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هلمَّ بنا نزورُ أبا الخصيبِ | ونرَعى جانِبَ العيش الخصيبِ |
نعاشر أهله ونقيمُ فيه | بخفض العيش من حسن وطيب |
كرام قد نزلت بهم غريباً | فكانوا سلوة الرجل الغريب |
وعبد الواحد الموصوف فيهم | بطول الباع والصدر الرحيب |
هو الشهم الذي لا عيب فيه | سوى العرض النقيّ من العيوب |
لقد تقنا إلى ذاك المحيّا | ولا تَوْقَ المحبّ إلى الحبيب |
فحيّ ابن المبارك من كريم | أحبَّ إلى القلوب من القلوب |
يرى فعل الجميل عليه فرضاً | وصنع المكرمات من الوجوب |
نصيبُ بفضله الأغراض منه | ونرجع عنه في أوفى نصيب |
حكى إحسانه صوب الغوادي | فقلنا ديمة القطر الصبيب |
إذا المستصرخون دعوه يوماً | فقد أمنت بكشّاف الكروب |
وإنْ أَبْصَرْتَ منه البِشْرَ يبدو | فأبشرْ منه بالفرج القريب |
يلذّ لدى سؤال ندى يديه | فيثني عطف مرتاح طروب |
ومبتسم بوجه الضيف زاه | ووجه الدهر مشتد القطوب |
أجلّ عصابة كرمت وجادت | على العافين في اليوم العصيب |
كريمٌ قد تفرّع من كريم | نجيبٌ ينتمي لأبٍ نجيب |
رأيت الأكرمين على ضروب | وهذا خير هاتيك الضروب |
وقَدْرٍ ما کستخفّته الرزايا | ولا راعته قارعة الخطوب |
ولا استهوته نفسٌ في هوانٍ | ولم يدنُ إلى أدنى معيب |
منار يستمدُّ الرأي منه | وعنه رمية السَّهمِ المصيب |
فأشهدُ أنَّه فردُ المعالي | وما أنا منه في شكٍ مريب |
عليه ذوو العقول إذنْ عيالٌ | وها هو إربة ُ الفطن الأريب |
فتعرض رأيها أبداً عليه | كما عرض المريض على الطبيب |
فداك الباخلون وهم كثيرٌ | فداءَ النحر من بدنٍ ونيب |
بيوم عنده الإنفاق فيه | أشدّ على الجبان من الحروب |
ولا أفلتْ كواكبك الزواهي | ولا أذنتْ شموسك للغروب |