أرشيف المقالات

حالة طوارئ

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
حالة طوارئ

هنا في ساحة الوغى حيث رحى الحرب ما زالت دائرة بين الإيمان والكفر لتفرق بين الحق والباطل، أصيبت فئة بسهام الغوغائية والبعد عن التنظيم والتخطيط والتنفيذ...
فكان لزاماً نقلهم للعلاج وبأقصى سرعة قبل أن يستفحل الداء ويعم البلاء.
 
تأهب المسعفون في غرفة الطوارئ لاستقبال المرضى..
لبسوا أقنعة واقية وثيابًا مخصصة وهيّأوا الأجهزة والعدة اللازمة...
لحظات ويَصِلون...
 
أَدخِلوهم إلى المستشفى...
فالحالة طارئة...
أعين فاقدة البصيرة وآذان صماء وقلوب غُلف في أجساد تائهة....
هم شخص واحد بوجوه مختلفة.
 
وفي حالة ذهول من الجمع الغفير؛ أخذت الأسئلة تتناقل بينهم: هل هذا الداء خطير لهذه الدرجة؟! هل هو مرض مهلك مميت؟! هل من احتمال للإصابة بالعدوى منه؟!

لقد أصاب الكثيرين من هؤلاء وأمثالهم داءُ البعد عن رَكْب الجماعة المسلمة وخالفوا الاستقامة وتفرّدوا بآرائهم، ورأي الفرد يصيب ويخطئ وهو من الخطأ أقرب إذا كان التفرد له دينًا! بينما تداول الآراء في الجماعة يوسع الآفاق ويقرب من تدارس نوازل الواقع ومعالجة مشاكل الحاضر والتهيؤ لمستقبل زاهر، لذا فرأي الجماعة أقرب إلى الصواب إن لم يكن هو الصواب بعينه!
 
إنّ هؤلاء وأمثالهم يحتاجون إلى وصفة إيمانية تنقّي أرواحهم وتطهر نفوسهم وتصحح لهم مسارهم في الحياة ليعودوا إلى فاعليتهم وحياتهم، ليكونوا شوكة في حلق أعدائهم لا عبئاً على إخوانهم بأدوائهم، كي يمتلكوا جهازاً مناعياً يقيهم ويحميهم من أسلحة الدمار الموجهة إلى أفئدة المؤمنين صبح مساء.
 
ومما توصلت إليه لجنة الأطباء المعاينين لواقع حالهم، أن على هؤلاء وأمثالهم:
• تصحيح النية وتوجيه بوصلة الغاية التي من أجلها نزلوا إلى ساحة الوغى وميدان الحرية المزعومة: أليغنموا؟ والمغنم زائل!...
أليُذكَروا؟ والذِّكر لمثلهم باطل!..
أليُرى لهم من القوم مكانة؟ والمناصب بين الناس تداول!!!..
فلنُصغ لما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله».
 
• الحِمية عن تناول ما يفسد على القلب حقيقة العبودية لله تعالى وحده دون سواه؛ فيا لخسرانه ويا لبوار حياته إن لم يكن عبداً لله وحده.
 
• ترك الهوى واتِّباع أمالي النفس؛ فكل متفرد برأيه خاسر مهما كانت ملّته.
وما تزال الأمة بخير ما عملت بأمر الله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2]، ولن يأكل الذئبُ من الغنم إلا القاصية، فحذار من الفُرقة عن الجماعة المسلمة، حذار!.
 
• اتباع نظام غذائي مصدره الكتاب والسُّنة وإجماع الأمة؛ عملاً بأمر الله تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46].
 
فيا إخوة الإيمان إنما هي همزة فارقة بين تفرد الـ «أنا» واتحاد «نا»، هي السهم القاتل يصيب قلب الأمة ويستنزف دماءها، فلنتق الله ولنلزم صف الإيمان يساند بعضنا بعضًا وندفع وندافع عن الإسلام بأموالنا وأنفسنا وصدورنا إن أردنا النصر أن يكون نصيبنا.
 
تُنشر بالتعاون مع مجلة (منبرالداعيات)

شارك الخبر

المرئيات-١