أقولُ لعبد المحسن اليومَ منشدا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أقولُ لعبد المحسن اليومَ منشدا | له ما أَراه في الحقيقة مُرْشِدا |
سَعَيْتَ فلمْ تَحْصَل على طائل به | تسرُّ صديقاً أو تسيء به العدى |
وقال لك التوفيق لو كنت سامعاً | وراءك ما تبغي من الفضل والندى |
وقد خاب ساعٍ أبصرَ البحر خلفه | إلى جرعة يروي بنهلتها الصدى |
وأَنْفَقْتَ مالاً لو قنعت ببعضه | إذنْ لكفاك العمر مرعى ً وموردا |
فما نلتَ ماحاولتَ إذ ذاك مغوراً | ولا حُزتَ ما امَّلْتَ إذ ذاك منجدا |
وكم أملٍ يشقى به من يرومه | وأمنيَّة ٍ يلقى الفتى دونها الردى |
فأهلاً وسهلاً بعد غيبتك التي | قضيت بها الأيام لكنّها سدى |
ولُذْ بالأشمّ القَيْل إمّا مقيله | فظلٌّ وأمّا ما حواه فللندى |
بعذب الندى مُرّ العداوة قادر | عَفُوٌّ عن الجاني وإنْ جار وکعتدى |
أخ طالما تفدى بأنفس ماله | وأقسم لو أنصفت كنت له الفدا |
ولو كنتَ ممن شدَّ عضداً بأزره | بَلَغْتَ لعمرُ الله عزّاً وسؤدداً |
ولو كنتَ ذا باعٍ طويل جَعَلْتَه | بيمناك سيفاً لا يزال مجرّدا |
وإنّك ما تختار غير رضائه | كمن راح يختار الضلال على الهدى |
على أنَّه إن لم لك مسعدا | فهيهات أنْ تلقى من الناس مسعدا |
يقيك اتّقاء السابغات سهامها | متى تَرَمْكَ الأرزاء سهماً مسدّدا |
وإنَّك إن تُولِ القطيعة َ مثلَه | قطعتَ لعمري من يديك بها يدا |
ولا تسلم الأطماع من بعد هذه | إلى مستحيلات الأماني مِقْوَدا |
ومن سفهٍ بغيُ کمرىء ٍ وارتكابه | من البغي ما إنْ أصْلَحَ الدهر أفسدا |
وعش مثل ماتهوى بظلّ جنابه | ترى العيش أهنا ما رأيتَ وأرغدا |