أرشيف المقالات

الهداية بيد الله - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
الهداية بيد الله وحده
هو أعلم بمن خلق وبيده القلوب يقلبها كيف يشاء
يعلم من يستحق ومن لا يستحق أكبر منحة يمنحها لعبد وهي الهداية التي تورث في نهاية المطاف سلعة الله الغالية وهي الجنة .
و لا يملك الهداية ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد صالح , إنما فقط يملكون بذل الدعوة والرسالة , أما الثمرة فهي إلى الله وحده .
قال تعالى :
{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }  [القصص 56]
قال السعدي في تفسيره :
يخبر تعالى أنك يا محمد -وغيرك من باب أولى- لا تقدر على هداية أحد، ولو كان من أحب الناس إليك، فإن هذا أمر غير مقدور للخلق هداية للتوفيق، وخلق الإيمان في القلب ، وإنما ذلك بيد اللّه سبحانه تعالى، يهدي من يشاء، وهو أعلم بمن يصلح للهداية فيهديه، ممن لا يصلح لها فيبقيه على ضلاله.
وأما إثبات الهداية للرسول في قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } فتلك هداية البيان والإرشاد، فالرسول يبين الصراط المستقيم، ويرغب فيه، ويبذل جهده في سلوك الخلق له، وأما كونه يخلق في قلوبهم الإيمان، ويوفقهم بالفعل، فحاشا وكلا.
ولهذا، لو كان قادرا عليها، لهدى من وصل إليه إحسانه، ونصره ومنعه من قومه، عمه أبا طالب، ولكنه أوصل إليه من الإحسان بالدعوة للدين والنصح التام، ما هو أعظم مما فعله معه عمه، ولكن الهداية بيد اللّه تعالى.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣