زارتْ وجنحُ الدجى يا سعدُ معتكرٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
زارتْ وجنحُ الدجى يا سعدُ معتكرٌ | فأَوْقَدَتْ في ظلام اللّيل مصباحا |
وقال صَحْبيَ ممّا راح يدهِشُهُمْ | أصبحتَ في هذه الظلماء إصباحا |
وقلتُ والروح تستشفي بطيب شذا | من عرفها وعرفتُ القلب مرتاح |
أحيا أريجك ميتاً لا حراك له | فهلْ بَعَثْتَ مع الأرواح أرواحا |
وَعَلَّلَتْنا وتَعْليلُ المشوق بما | يشفي فؤاداً شديد الشّوق ملتاحا |
وأسكرتنا بألفاظٍ تكرّرها | وما أدارَتْ على النّدمان أقداحا |
وَبتُّ أشْرَبُ من معسول ريقتها | راحاً وأشربُ من ألفاظها تفاحا |
وأَقطفُ الغَضَّ من تفّاح وجنتها | ومَن رأى قاطِفاً باللّثم تفاحا |
حتى إذا الفجر لاحت لي ملابسه | مُبْيَضَّة ً ورداءُ الليل قد طاحا |
وأَوْضَحَ الأمر في لألاء غُرَّتِهِ | وزادَه فَلَقُ الإصباح إيضاحا |
وَدَّعْتها وكأنَّ القلب حينئذِ | غَدا على إثرها ياسعدُ أرواحا |
وأعْقَبَتْ كلَّ حزنٍ بَعد فرقتها | فهلْ لها أنْ تعيدَ الحزنَ أفراحا |