بحيث انعطف البانُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بحيث انعطف البانُ | قويمُ القدِّ فتَّانُ |
وللقامات أغصان | وفي الأرداف كثبان |
رويداً أيها السّاقي | فإنّي بك سكران |
وهذا قدّك النشوا | ن من عينيك نشوان |
في من روضك الزاهي | بروض الحسن بستان |
فمن وجنتك الوَرْدُ | ومن قامتك البان |
ومن عارضك المخضرّ | لي رَوْحٌ وريحان |
وفي فيك لنا خمرٌ | وأنت الخمر والحان |
وإنّي لجنى ريقتك | العذبة ظمآن |
جنود منك في الحب | على قتليَ أعوان |
فمن جفنيك صمصام | ومن قدّاك مرّان |
نعم في طرفك الموقظ | وجدي وهو وسنان |
وما أَنْتَ كمن يُسلى | وما لي عنك سلوان |
وجنّات دخلناها | فقلنا أين رضوان |
وفيها من فنون الحُسْن | في الدَّوحة أفنان |
وفيها اختلفت للزهر | للزهر أشكال وألوان |
فللنرجس أحداقٌ | كما للآس آذان |
وهذا الأقحوان الغضُّ | تبدو منه أسنان |
وقد حضّ على شرب | المدام الصّرف ندمان |
وطافت بكؤوس الراح | والراحات غلمان |
وطاسات من الفضة | فيها ذاب عقيان |
فما وسوَسَ للهمِّ | بصدر الشَّرب شيطان |
وقال کشرب على حبّي | فإنَّ الحبَّ سلطان |
وهذا القدح الفارغ | أضحى وهو ملآن |
رعى الله لنا في الحيّ | أحباباً وإن خانوا |
ذكرناهم على النأي | وإن شطوا وإنْ بانوا |
وفي الذكرى تباريحٌ | وأشجان وأحزان |
كأنَّا في رياض الحزن | لا كُنّا ولا كانوا |
سقى عهدهم الماضي | مُلِثُّ القَطر هتّان |
فما تغمض من بعدهم | للصبِّ أَجْفان |
وأظمى كبدي الحرّى | بَرودُ الثغر ريّان |
بذلنا أنفساً تغلو | لها في الحب أثمان |
أَلا لا سَلِمَ المال | وفي الأنجاب سلمان |
قرين الشرف الباذخ | والأشراف أقران |
على طلعته الغرّاء | للإقبال عنوان |
همُ القومُ إذا عُدّوا | بهم تفخر عدنان |
أباة ُ الضَّيم أشراف | لغير الله ما دانوا |
وها هم في سبيل الله | ما جاروا وما مانوا |
هم الصُّمُّ إذا يَقْسُون | والماءُ إذا لانوا |
وإمّا حلَّقوا في جوِّ | علياءٍ فعُقْبان |
شيوخ لم تزل تسمو | إلى المجد وفتيان |
أَذلّوا عزّة المال | فما ذلّوا وما هانوا |
وصانوا المجد في البذل | فما أحسنَ ما صانوا |
فهمْ للدّين أطوادٌ | وهم للدّين أركانُ |
رجال كوشفت بالحقّ | لا يحجبها الرّان |
فيا عين العلى أَنْتَ | لعين العزّ إنسان |
وفي آثارك الغرّ | من السادات أعيان |
إذا ما وُزِنَ القومُ | ففي وزنك رجحان |
وفي مدحك للأقلام | تغريدٌ وألحان |
وفي شكري لنعمائك | إعلامٌ وإعلان |
أرادَ الله في شأنك | إن يرفعَ لي شان |
ومما زاد في حسنك | عند الناس إحسان |
فمدحٌ لم يكن فيك | فتزويرٌ وبهتان |
وربحٌ لم يكن منك | فذاك الربح خسران |
وعن فضلك والصبح | وما يخفيه كتمان |
وسارت بثنائي لك | في الأقطار ركبان |
فلا زِلْتَ بعلياءٍ | لها ينحطُّ كيوان |