بارق الشام إلى الكرخ سرى
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بارق الشام إلى الكرخ سرى | فروى عن أهل نجد خبرا |
وبنا هبّت له بارقة | أضرمت بالريّ منها شررا |
وإلى الله فؤادي كلّما اسـ | ـتعرت نار الطلول استعرا |
غنّ لي يا حادي العيس ولا | تهمل السير فقد طال السرى |
وأعِدْ أخبار نجد إنّها | تجبر القلب إذا ماانكسرا |
آه كم من ليلة طالت وقد | ذكروا نجداً وهمٍّ قصرا |
كيف لا أعشق أرضاً أهلها | شملت ألطافهم كلَّ الورى |
قل بهم ما شئت واذكر فضلهم | إنّ كل الصيد في جوف الفرا |
كَرُموا أصلاً وطابوا مغرساً | وَعَلَوْا قدراً وجادوا عنصرا |
إنْ ترَ منهم فتى ً ظنيت في | ذاته كل الكمال انحصرا |
قسماً بالزُّهر من أجدادهم | من به طاب ثرى أم القرى |
مدحهم ذخري وديني حبُّهم | يا ترى هل يقبلون يا ترى |
يشهد الله بأني عبدهم | تحت بيع إن أرادوا وشرا |
وإذا انجرت أحاديثُهُم | لا تسل عن مقلتي عما جرى |
وهبوا عيني الكرى واحسرتا | ودلالاً أحرموا جفني الكرى |
وتراني حينما قد نفروا | ألفت عيني البكا والسهرا |
شرفوا الأرض ومن هذا نرى | منهمُ في كلِّ حيٍّ أثرا |
كأبي القدر المعلى والهدى | والندى والعلم مرفوع الذُّرا |
بضعة السادات من أهل العبا | كوكب الإشراق تاج الأمرا |
وارث القطب الرفاعيّ الذي | صيته أملى الملا واشتهرا |
علمُ الأشياخ سلطان الحمى | غوث أهل الشرق شيخ الفقرا |
يا لها والله من سلسلة | كلما طالت نداها انحدارا |
عصبة من آل خير الأنبيا | عزَّ من يغدو بهم مفتخرا |
سيّدي يابا الهدى يا ابن الذي | خضعت ذلاً له أُسْدُ الشرى |
يا كريم الطبع يا كنز التقى | يا شرف القدر أنّى حضرا |
لك وجه لمعت من وجه | شمس رشد نورها لن ينكرا |
مظهر أيّده الله وكم | أرجو منه فوق هذا مظهرا |
لك من مجد الرفاعي رفعة | ترجع الطرف كليلاً حسرا |
ويد روحي فداها من يدٍ | تخجل الغيث إذا الغيث جرى |
ولسان راح يروي قلبه | ما به بحر الفتوح انفجرا |
لك طرف أحمديٌّ إنْ رمى | نبلة العزم يشق الحجرا |
لك صدر طاهر من دنس | عن مياه الحقد طبعاً صدرا |
بأبيك ابن الرفاعي وبالأ | وصيا نعمَ الجدودُ الكُبَرا |
لا ترى من حاسد إنكاره | مثل هذا عن أبيكم ذكرا |
وآسلم الدهر رفيعاً سيّداً | مرشداً لم تلق يوماً كدرا |
وأقبل العبد محبّاً خالص الـ | ـقلب لا زال بكم مفتخراً |
فهو عن مدح سواكم أخرسٌ | وبكم أفصحُ حزبِ الشُّعرا |