إسأَلِ الأَرْسُمَ لو ردَّتْ جوابا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إسأَلِ الأَرْسُمَ لو ردَّتْ جوابا | وَوَعَتْ للمْغرَم العاني خطابا |
عَرصاتٌ يَقِفُ الصبّ بها | ينفدُ الدَّمع ذهاباً وإيابا |
عاتب الدهر على إقوائها | إنَّ للحرّ مع الدهر عتابا |
ما رعت فيها الليالي ذمّة ً | وكستها من دياجيها نقابا |
فسقتها عبرة مهراقة | كالسحاب الجون سحاً وانسكابا |
كلَّما أسبلها مُسبِلُها | روت الأغواز منها والهضابا |
لا قضت عيناي فيها واجباً | إنْ تكن عيناي تستجدي السحابا |
وقف الركب على أفنائها | وقفة الأميّ يستقري الكتابا |
منكراً من أرسُمٍ معرفة | لبست للبين حزناً واكتئابا |
لأريننَّكُما وَجدي بها | ما أرتني الدار إلاّ ما أرابا |
ليت شعري هذه أطلالهم | أيّ رامٍ قد رماها فأصابا |
وبكيتها البدن لكن بدم | فحسبنا أدمع البدن خضابا |
وردت منهلها مستعذباً | وأراها بُدِّلَتْ منه عذابا |
أينَ منها أوجهٌ مشرقة | ملكت من كامل الحسن نصابا |
ولكم كان لنا من قمر | في مغاني ذلك الربع فغابا |
وأويقات سرور جمعت | لذة الكأس وسلمى والربابا |
زمن ما إنْ ذكرناه لِمَنْ | فاته عهد الصّبا إلاّ تصابى |
ظنَّ أنْ أسلوكم الّلاحي بكم | كذب الظنّ من اللاّحي وخابا |
وتَصامَمْتُ عن العاذل إذ | قال لي صبراً وما قال صوابا |
ما عليكم لو دَنَوْتُم من شجٍ | في هواكم دنفٍ شبّ وشابا |
أنا أغنى الناس إلاّ عنكمُ | فامنحوا النأي دنوّاً واقترابا |
ما رجائي أملاً من فئة | زجر الحظ بهم منهم غرابا |
كيف أستمطرُ جدوى سحبٍ | عقدوها بالمواعيد ضبابا |
أوَيغريني وميضٌ خُلَّبٌ | وشراب لم يكن إلاّ سرابا |
ما عرفت الناس إلاّ بعدما | ذقت من أعوادهم شهداً وصابا |
إنْ تعالتْ في المعالي سادة | فعليُّ القدر أعلاها جنابا |
سيّد يطلع كالبدر ومن | فكره يوقد بالرأي شهابا |
أريحيٌّ لم يزل متْخِذاً | دأبَ المعروف والإحسان دابا |
ويثيب الناس جوداً وندى ً | وهو لا يرجو من الناس ثوابا |
فإذا استسقي وافى غيثه | ومتى يدعى إلى الحسنى أجابا |
فإذا ما سمع الذكر اتقى | وإذا ما ذكر الله أنابا |
من عرانين على ً قد نزلوا | من بيوت المجد أفناءً رحابا |
ما بهم عيب خلا أنَّهم | يَجِدُون البخل والإمساك عابا |
غرست أيديهم غرس الندى | فکجتنت من ثمر الشكر لبابا |
سحبت ذيل کفتخار أمة ٌ | لبسوا التقوى بروداً وثيابا |
وأعِدُّوا للعلى سمر القنا | والرقاق البيض والخيل العرابا |
ينزل الوحيُ على أبياتهم | فاسأل الآيات عنهم والكتابا |
عروة الوثقى ومنهاجِ الهدى | كثفوا عن أوجه الحقّ حجابا |
إنَّ هذا فرعهم من أصلهم | طاب ذاك العنصر الزاكي فطابا |
هاشميٌّ علويٌّ ضاربٌ | في أعالي قُلَل الفخر قبابا |
ضاحكُ الثَّغر إذا ما خطبٌ | كثَّرتْ عن مدلهمِّ الخطب نابا |
قد تأمَّلناك من بين الورى | فرأينا عجباً منك عجابا |
يا مهاب البأس مرجوّ الندى | لا تزال الدهر مرجوّاً مهابا |
طوَّقتني منك أيديك وما | طوَّقتْ إلاّ أياديك الرقابا |
وأرتني كيف ينثال الغنى | والغنى أعيا على الناس طلابا |
كلّما أغلق بابي دونه | فتحت لي يدك البيضاء بابا |
أرخصتْ لي كلَّ غالٍ فكأنْ | وجدتْ في جودها التبر ترابا |
فاهن بالعيد وفز في آجر ما | صُمْتَه لله أجراً وثوابا |
فجزاك الله عنّا خيره | وجزَيْناك الدعاءَ المستجابا |