أتانا عنكَ مولانا البشيرُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أتانا عنكَ مولانا البشيرُ | فَبَشَّرَنا بما فيه السُّرورُ |
ورحنا تستقرّ لنا قلوبٌ | بما فرحتْ وتنشرح الصدور |
تقلَّدتَ القضاء وربَّ عقدٍ | تزيَّنه الترائبُ والنحور |
وأمضى ما يكون السَّيف حدّاً | إذا ما کستَلَّه البطل الجسور |
تضيء البصرة ُ الفيحاء نوراً | بأحمدَ وهو في الفيحاء نورُ |
إذا نازلتَه نازَلْتَ صِلاَّ | يروعُ الصلَّ منه ويستجير |
وإنْ نَزَلَتْ بمنزلة ضيوفٌ | فقد شَقِيَتْ بمنزله الجُزور |
إذا ما جئته يوماً ستلقى | ضيوفاً نحو ساحته تسير |
ألا يا ساكني الفيحاء إني | لكمْ من قَبلها عَبدٌ شكور |
ليهنكمُ من الأنصار قاضٍ | لدين الله في الدنيا نصير |
فهل عَلِمَ النقيبُ بأَنَّ شوقي | إليه دون أسرته كثير |
وهل يقِفُ الكتاب على أخيه | فيعلمُ ما تضمَّنتِ السطور |
هما قمرا سماوات المعالي | إذا ما يأْفُلُ القمر المنير |
ومقصوصِ الجناح له فؤاد | يكاد إلى معاليكم يطير |
فلا خبرٌ ليوصله إليكم | على عجلٍ ولا أحدٌ يسير |
يعالجُ في الجوى دمعاً طليقاً | يذوبُ لصوبهْ قلبٌ أسير |
ومن لي أنْ تكون بنو زهير | أَحبّائي ولي فيهم سميرُ |
إذا هَبّ النَّسيمُ أقول هذي | شمائله الّلطيفة ُ والبخور |
تولّى قاضياً فيكم وولى | وفي أعقابهِ ظلمٌ وزُورُ |
عدوّكم القضاة الصُّفرُ تتلو | وشرَّ الأصفرين هو الأخير |
إذا ما مال نحو الحقّ يوماً | أمالته الوساوسُ إذ يجور |
وكم في الناس من شيخ كبير | عليه ينزل اللَّعْن الكبير |
تَمَلُّ حياتَه الأحياءُ منّا | وتكرهه الحفائر والقبور |
قليل من سجاياه المخازي | وجزءٌ من خلائقه الفجور |
طويتُ به الكتابَ وثمَّ طيٌّ | يفوحُ المسكُ منه والعبير |