ليهنك ما بلغتَ من الأماني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ليهنك ما بلغتَ من الأماني | فلمْ تبرح بأيام التَّهاني |
تسرُّ وقد تسرُّ الناس طرّاً | ببيضِ فعالك الغرّ الحسان |
وفيما قَدْ فَعَلْتَ جُزيتَ خيراً | وهل تجزى سوى خلد الجنان |
وَأولَمْتَ الوَلائم فاستَلَذَّتْ | لها الفقراءُ من قاصٍ ودانِ |
وأكثَرْتَ الطعام بهنّ حتّى | لقدْ ضاق الطعام عن الجفان |
وجاء الناس أفواجاً إليها | فلمْ يعرف فلان من فلان |
شرابهم شررابٌ سكَّريٌّ | وممّا يشتهون لحوم ضان |
لقد قيل الطعام فلم تدان | وقد قيل السماع فلم تدان |
بذكر الله إنَّك قبل هذا | قد استغنيتَ عن كلّ الأغاني |
وماتلهو عن السِّبع المثاني | بأصواتِ المثالثِ والمثاني |
ختنتَ بنيك في أيام سعدٍ | بمعتَدِل الفصولِ من الزمان |
وأربعمائة خُتِنَتْ وكانت | يتامى لم تسنَّنْ بالختان |
كسوتهم الملابس فاخراتٍ | فراحوا مثلَ روض الأقحوان |
فمن خضرٍ ومن صُفرٍ وحُمرٍ | كأمثال الشقيق الأرجواني |
كازهار الرَّبيع لها ابتهاجٌ | وقد سُقيَت حيا المزن الهتان |
أتيت بها من الصدقات بكراً | وما كانت لعمرك بالعوان |
أرَدْتَ بذاكَ وجْهَ الله لا ما | يقالُ ويستفاض من اللسان |
أُحبُّكَ لا لمالٍ أقْتَنيه | ولا طمعٌ بجود وامتنان |
ولا أثني عليكَ الخيرَ إلاّ اعتـ | قاداً باللّسان وبالجنان |
وكيفَ وأنْتَ للإسلام ركنٌ | تشاد به القواعد والمباني |
أعزَّ الله فيك الدين عزّاً | ولم يَكُ قبلَ ذلكَ بالمُهان |
فكنت الرَّوح والمعنى المعالي | فقلْ عن روح المعاني |
تقول الحقَّ لا تخشى ملاماً | ولست عن المقالة بالجبان |
ولا أدريتَ أو ما ريتَ قوماً | برفعة منصبٍ وعلوِ شان |
ولم تحكمْ على أمرِ بشيءٍ | إلى أنْ يستبينَ إلى العيان |
فتدرك ما تحاول بالتأني | وإنْ رمتَ الجميل فلا توان |
محمّد الأمين أمِنْتَ مما | تحاذِرُه وإنَّك في أمان |
كفاك الله ألسِنَة ً حداداً | لها وخزٌ ولا وخزُ السنان |
ولم أسمع مقالاً فيك إلاّ | مقالَ الخير آناً بعد آن |
بقيت لنا وللدنيا جميعاً | وكلٌّ غيرُ وجهِ الله فانِ |