لِلَّهِ دَرَّ أبي داود من رجلِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لِلَّهِ دَرَّ أبي داود من رجلِ | يستنزل العصمَ من مستعصم القلل |
لو رام قلع الجبال الشمِّ ما تركت | والفائزون بما يرجون من أمل |
له من الله في سلمٍ ومعترك | بأسُ الحديد وجُود العارض الهطل |
شيخٌ حماها بفتيان إذا زأروا | تخوّفتهم أسودُ الغيل بالغيل |
حفَّتْ به من بني نجد أُغَيْلِمَة ٌ | أعدَّهم لنزول الحادث الجلل |
إذا دعاهم أبو داود يومئذٍ | جاؤوا إليه بلا مهلٍ على عجل |
المدْرِكونَ بعون الله ما طلبوا | والفائزون بما يرحبون منأمل |
كم فتكة ٍ لسليمان بهم فتكت | وما تقول بفتكِ الفارس البطل |
لقد قضى الله بالنصر العزيز له | فيما قضاه من التقدير في الأزل |
والله أعطاه في خَلْقٍ وفي خُلُق | الصدقَ بالقولِ والإخلاص بالعمل |
جاءَ الصريخُ إليه يستجير به | مستنجداً منه بالخطيّة الذيل |
فجهّز الجيش والظلماءُ عاكفة ٌ | والرعد والبرق ذو ومض وذو زجل |
سرى إلى القوم في ليل يَضِلُّ به | سِربُ القطا وجبان القوم في الكلل |
بحيث لا يهتدي الهادي بها سُبُلاً | يَهديهم الرأيُ منها أوضحَ السبل |
فوارسٌ بلغت نجدٌ بهم شرفاً | يسمو وفي غير طعن الرمح لم ينل |
فأدْرَكتْ من عِداكم كلَّ ما طلبَتْ | فصار يُضربُ فيها اليوم بالمثل |
وصبَّحتهم ببيض الهند عادية ً | فأصْبَحتْ وهي حمرُ الحلّ والحلل |
قتلٌ وأسرٌ وإطلاقٌ يمنُّ به | على العدو وإرسال بلا رسل |
فكان عيدٌ من الأعياد سُرَّ به | أهلُ الحفيظة من حافٍ ومنتعل |
إذ يحشر في ذاك النهار ضحى ً | والخيل قد أقْبَلَتْ بالشاء والإبل |
هذا هو الفخر لا كأسٌ تدار على | شرب ولا نغمُ الأوتار بالغزل |
فليهنك الظفرُ العالي الذي انقلبت | به أعاديك بعد الخزي بالفشل |
وقرَّ عيناً فدتك الناس في ولد | يحيي المناقب من آبائك الأوَل |
فأرَّخوه وقالوا يومَ مولده | يقرُّ عين سليمان الزهير علي |