أتى ببراهين غدا كلُّ جاحدٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أتى ببراهين غدا كلُّ جاحدٍ | ببرهانه بين البرية مفحما |
فألزمهُ بالحقّ والحقّ قوله | فأسْلَمَ من بعد الجحود وسلّما |
فطوراً تراه للأمور مسدّداً | وطوراً تراه للعلوم معلما |
فلله ما صنّفت كل مصنّف | سرى منجداً في العالمين ومتهما |
ومن مشكلات بالعلوم عرفتها | فأعربت عما كان فيهن معجما |
وأبكيت أقلام البراعة والنهى | فأرضيت حد السيف حتى تبسما |
وما نلت عما شان بالمجد خالياً | وما زلت بالعلم اللّدنيّ مفعما |
تفرَّدت في علم وفهم وحكمة | فها أنت والعلياء أصبحت توأما |
وإن جئتنا في آخر الدهر رحمة | إذا عدَّت الأمجاد كنت المقدما |
وحسبك ما في الناس مثلك سيد | أنال مقلاً أو تكرّم معدما |
وكم نثرت نثراً بلاغتك التي | أردت بها دُرَّ المعالي منظما |
وقد أخرستني من علاك فصاحة | ألبست تراني أخرس النطق أبكما |