ألا من مبلغٌ عنّي نقيباً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا من مبلغٌ عنّي نقيباً | يَسُود النّاس في شَرَفٍ ودينِ |
بأنّا ما برحنا في سرور | تلاحظنا العناية بالعيون |
ولما أَنْ أَتينا الوقْفَ صبحاً | حَلَلْنا في مَحلّ أبي أمين |
فكان مكانه جنّأت عدنٍ | وقد قيل المكانة بالمكين |
وأَوْسَعَنَا من الإكرام برّاً | وكنّا من نداه على يقين |
نَزَلْنا يا أبا سلمان منه | بقيتَ الدهر في حصنٍ حصين |
أسامرُ من أحبُّ ولا أداري | رقيباً يتَّقيه ويتّقيني |
لنا ما نشتهي من كلّ شيءٍ | يروق إلى المسامع والعيون |
ولكنْ الصيام أتى علينا | فصُمْنا في الحنين وفي الأنين |
وهنداوِتُكم قد صامَ أيضاً | وأصبحَ عاقلاً بعد الجنون |
فهلْ تدري بنا مولاي أنّا | قَهَرْنا جُندَ إبليسَ اللعين |
بطاعة أمرك السامي أراه | تمسكَ منه بالحبل المتين |
وسلمانُ الأشمُّ سَلِمْتَ أضحى | وفوزي منه تقبيل اليمين |
فكَمْ من مِنَّة قُلِّدتُ منه | كما قُلِّدتُ بالعقد الثمين |
سيخطبُ في مدائحه قصيدي | كما خطبَ الحمام على الغصون |
وأذكرهُ وأشكرهُ وأثني | عليه الخير حيناً بعد حين |
فلا منعت من الدنيا مجاني | مكارمه على مَرّ السنين |
ولا فارقتُ منه هاشماً | حليف الجود وضّاح الجبين |
أَحَلَّتْني مكارمُه مكاناً | أراني النجمَ في الآفاق دوني |
فليس البرُّ إلاَّ برَّ حُرّ | يصونُ المجد بالمال المهين |
فلا تَرَبَتْ يدُ العافين منه | ولا خابَتْ بطلعَتِه ظنوني |