مَغانمُ صَفو العَيشِ أسنى المَغانمِ،
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
مَغانمُ صَفو العَيشِ أسنى المَغانمِ، | هي الظلّ، إلاّ أنهُ غيرُ دائمِ |
ملَكتُ زِمامَ العَيشِ فيها، وطالَما | رفعتُ بها أولى وقوعِ الجوازمِ |
مَغاني الحِمى جادَتْ سَحائبُ أدمُعي | عليكِ، إذا جفتْ جفونُ الغمائمِ |
ملاعبُ لهوٍ كم قضيتُ بربعها | لباناتِ أيامِ الصبا المتقادمِ |
من الجانبِ الغربيّ من أرضِ بابلٍ | معاهدُ أنسٍ مشرقاتُ المباسمِ |
مَعالمُ بَينَ القَلعَتَينِ، وإنّما | محلُّ المعالي بينَ تلكَ المعالمِ |
مكَثتُ بها دَهراً، وعَيني قَريرَة ٌ | بها، ورواقُ العزّ عالي الدعائمِ |
مَقيلي ظُهورُ الصّافِناتِ، ومُؤنِسي | رياضُ الكلا دونَ الحشايا النواعمِ |
ميعُ يقيني ضيمُ كلّ غضنفرٍ | طَويلِ نِجادِ السيّفِ ماضي العزائمِ |
متى جادَ نادى مالهُ يا لطارقٍ، | وإن سارَ نادى عرضهُ يا سالمِ |
مواضي سرورٍ لا انتفاعَ بذكرها، | إذا لم أُعِدها بارتِكابِ العَظائِمِ |
منبهُ عزمٍ إنهُ غيرُ راقدٍ، | وموقظُ حزمٍ إنهُ غيرُ نائمِ |
مطلتُ السرى حتى مللتُ، كأنما | عليّ مَقامُ الذلّ ضربَة ُ لازِمِ |
منيعُ يقيني ضيمُ كلّ غضنفرٍ | |
متى جادَ نادى مالهُ يا لطارقٍ، | وإن سارَ نادى عرضهُ يا لسالمِ |
منعتُ عن الترحالِ عيسي، ومنعها | عن المَلِكِ المَنصورِ إحدى العَظائِمِ |
مليكٌ جبالُ الأرضِ من حلمهِ انتشتْ، | وأبحُرُها من جُودِهِ المُتَلاَطِمِ |
مُفَرِّقُ شَملِ المالِ بعدَ اجتماعِهِ، | وفي راحتيهِ جمعُ شملِ المكارمِ |
مواهبهُ وقفٌ على كلّ طالبٍ، | وأسيافهُ حتمٌ على كلّ آثمِ |
مقيمٌ بآياتِ الندى كلَّ قاعدٍ، | كما أقعدتْ أسيافهُ كلَّ قائمِ |
محلُّ الردى في سيفهِ وسنانهِ، | وبحرُ النّدى في كَفّهِ والبَراجِمِ |
مَحَا بِسَطاهُ ذكرَ عمروٍ وعنتَرٍ، | وأحيا نداهُ ذكرَ معنٍ وحاتمِ |
مَكارِمُ كَفٍّ لا تَزالُ بها الوَرى | مُطَوَّقَة ً أعناقُها كالحَمائِمِ |
معودة ٍ بالبسطِ، إلاّ إذا غدتْ | بمتنِ يراعٍ، أو بقائمِ صارمِ |
مشيدُ العلى لا تاركٌ خلة َ الندى ، | ولا سامعٌ في الجُودِ لَومَة َ لائِمِ |
مُصِرٌّ على بَذلِ الهِباتِ يَسُرّهُ، | إذا أصبحتْ أموالهُ بالمآتمِ |
مَزيدُ العَطا لا يُلحِقُ الجُودَ مِنّة ً، | ولا يتبعُ الأموالَ حسرة َ نادمِ |
مضيفُ الورى مثلُ الربيعِ بربعهِ، | وأيّامُهُم في ظِلّهِ كالمَواسِمِ |
مَرَرْنا حُفاة ً في مَقادِسِ رَبعِهِ، | كأنّا مُشاة ٌ فوقَ هامِ النّعائِمِ |
مَشَينا، ولَو أنّا وفَينا بحَقّهِ، | مَشَينا على الأحداقِ دونَ المَناسِمِ |
مدى الدهرِ لا زالتْ تحجّ بنو الرجا | إليهِ، وتحظى بالغنى والغنائمِ |