إن ثنتْ عنكُمُ الخطوبُ عِناني،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إن ثنتْ عنكُمُ الخطوبُ عِناني، | ففؤادي لديكمُ وجناني |
واشتياقي لربعكم لا بوجْدي | بغَوانٍ بهِ، ولا بأغاني |
ما هَوينا مَغنى الدّيارِ، ولكنْ | بالمَعاني نَهيمُ لا بالمَغاني |
مَن مُعينُ الصّبّ الكئيبِ على الشّو | قِ إذا باتَ للهمومِ يعاني |
ومن المبلغُ الأحبة ِ أنّي | طيبُ عيشي من بعدهم ما هناني |
يا نسيمَ الشمالِ إن جزتَ بالشهبا | ءِ قَبّل عنّي ثَرَى السّلطانِ |
وابلغِ الملكَ ناصرَ الدّينِ شوقي | ثمّ قَبّلْ ثَراهُ بالأجفانِ |
عمرَ المالكُ الذي عمرَ المجدَ، | وقد كانَ داثِرَ البُنيانِ |
والمَليكُ الذي يَرى المَنّ إشرا | كاً بوصفِ المهيمنِ المنّانِ |
والجوادُ السمحُ الذي مرجَ الـ | ـبحرينِ من راحتَيهِ يَلتَقيانِ |
ملكٌ يعتقُ العبيدَ من الرّقّ، | ويشري الأحرارَ بالإحسانِ |
بسَجايا رَضِعنَ دَرّ المَعالي، | ومَزايا رَضِعنَ دَرّ المَعاني |
فلِباغٍ عَصاهُ حُمرُ المَنايا، | ولباغي عَطاهُ بِيضُ الأماني |
يا أخا الجودِ ليسَ مثلُكَ موجو | داً، وإن كان بادياً للعيانِ |
أنتَ بينَ الأنامِ لفظَهُ إجما | عٍ، عليها اتفاقُ قاصٍ ودانِ |
ذلكَ الرّتبَة ُ التي قَصَّرَتْ دو | نَ عُلاها النّسرانِ والفَرقَدانِ |
والحسامُ الذي إذا صلتِ البيضِ | وصلت في البيضِ والأبدانِ |
قامَ في حَومَة ِ الهياجِ خَطيباً، | قائلاً: كلُّ مَن علَيها فانِ |
واليَراعُ الذي يَزيدُ بقطعِ الرّا | سِ نطقاً من بعدِ شقّ اللسانِ |
لم تَمَسّ التّرابَ نَعلاكَ، إلاّ | حسَدَتَهُ مَعاقدُ التّيجانِ |
شِيمٌ لم تَكُنْ لغَيرِكَ إلاّ | لمعالي شَقيقِكَ السّلطانِ |
جمعَ اللَّهُ فيكما الحُسنَ والإحسا | نَ، إذْ كُنتُما رَضيعَي لِبانِ |
وتجارَيتُما إلى حَلَبة ِ المَجدِ، | فَوافَيتُما كمُهرَيْ رِهانِ |
ثم عاضدتَهُ، فكنتَ لديهِ | مثلَ هارون في فتَى عِمرانِ |
فتهنّ العيدَ السعيدَ، وإن كا | نَ لكُلّ الأعيادِ منكَ التّهاني |
واقضِ عُمرَ الزّمانِ صوماً وفطراً، | خالداً في مَسرّة ٍ وأمانِ |
ليسَ لي في صِفاتِ مَجدِكَ فخرٌ، | هي أبدتْ لنا بديعَ المعاني |
كلّما أبدَعتْ سَجاياكَ مَعنى ً | نظَمَتْ فِكرَتي وخَطّ بَناني |
لا تسمني بالشعرِ شكرَ أياديكَ، | فَما لي بشُكرِهنّ يَدانِ |
لو نظمتُ النجومَ شعراً لما كا | فيتُ عن بعضِ ذلكَ الإحسان |