عذلُ العواذلِ في هواكَ مضيعُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عذلُ العواذلِ في هواكَ مضيعُ، | هَبْ أنّهم عذَلوا، فمن ذا يَسمعُ |
عذلوا، ولو عدلوا بأربابِ الهوى ، | ما حاوَلوا ما ليسَ فيهِ مَطمَعُ |
علموا بأنكَ هاجري، فتوهموا | أني لذلكَ بالملامة ِ أردعُ |
عَدّوا صِفاتِكَ فانثَنَيتُ بلَومهم، | واللّومُ فيهِ ما يضرّ ويَنفَعُ |
عذبتَ بالهجرانِ صباً ما لهُ | حتى المماتِ إلى سواكَ تطلعُ |
عارٌ يُناديهِ الهوَى ، فيُجيبُهُ | طَوعاً، ويَدعوهُ الغَرامُ فيَسمعُ |
عينٌ تنامُ، إذا هجرتَ، لعلها | بخيالِ طيفكَ في المنامِ تمتعُ |
عَطْفُ الخَيال بأن يُلِمّ، فإنّني | أرضى بإلمامِ الخيالِ، وأقنعُ |
عد بالجميلِ، كما عهدتُ، فإنّه | لم يَبقَ في قوسِ التّصَبّرِ مَنزَعُ |
عسفاً صبرتُ على هواكَ، لأنني | إن لم ألُذْ بالصّبرِ، ماذا أصنَعُ |
عَلّ الزّمانَ يردّ أيّامَ الرّضَى ، | أو أنّ ساعاتِ التواصلِ ترجعُ |
عزّ الشفيعُ إلى الزمانِ، وإنني | بسِوى يَدِ المَنصورِ لا أتَشَفّعُ |
علمٌ لنا منهُ الخلافة ُ منصبٌ، | نجمٌ لهُ أفقُ المعالي مطلعُ |
عضدٌ لوا الإسلامِ مشدودٌ به، | ركنٌ لدينِ اللهِ لا يتزعزعُ |
عبلٌ، إذ لاقَى العداة َ بمعركٍ، | سِيّانِ منهم حاسِرٌ ومُدَرَّعُ |
عذبٌ، مريرٌ، عابسٌ، متبسمٌ، | ناءٍ، قريبٌ، مُبطىء ٌ، مُتَرَعرعُ |
عالي المَراتبِ تَخضَعُ الدّنيا لَهُ، | طَوعاً، وتحسُدُه النّجومُ الطُّلّعُ |
عُهدتْ يداهُ بالسّماحِ فأصبحتْ | ترجو مواهبهُ الخلائقُ أجمعُ |
علمَ الخلائقَ من نداهُ بوابلٍ | غدقٍ سحائبُ جوده لا تقطعُ |
عبقَ الثناءُ، ففرقتْ أموالهُ | كفٌّ لشملٍ بالسماحِ تجمعُ |
عجلتْ يداهُ على عداهُ بصارمٍ | بَرقُ المَنيّة ِ مِن سَناهُ يَلمَعُ |
عَضبٌ إذا ما قامَ يوماً خاطباً، | |
فالهامُ تسجدُ والجماجمُ تركعُ | |
عَطشانُ من طولِ الضّرابِ، وإنّه | بسِوى الدِّماءِ غَليلُهُ لا يُنقَعُ |
عصفتْ رياحُ الموتِ من شفراته، | فتَكَلّمَتْ فيه الطّباعُ الأربَعُ |
علقتْ يدي بكَ يا أبا الفتحِ الذي | عنّي، ويَمنحُني الوِصالَ ويمنَعُ |
عِلماً بأنَّ الجُودَ فيكَ صَنيعَة ٌ، | طبعٌ، وذلك في سواكَ تطبعُ |
عشْ في نعيمٍ لا ينقلُ ظلهُ، | وعُلًى يَذلُّ بها الزمانُ ويَخضَعُ |