خلياني من قولِ زيدٍ وعمرو،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
خلياني من قولِ زيدٍ وعمرو، | واسقِياني ما بَينَ عُودٍ وزَمرِ |
واتركا اليومَ في مدامي ملامي، | إنّ فَرطَ المَلامِ في ذاكَ يُغرِي |
ودَعاني من سُخطِ من رامَ تَخويـ | ـفي وزَجري، وهُجر من رامَ هجرِي |
إنّ مَن لا يُطيقُ يُنقِصُ رِزقي، | لم يكن قادِراً على نَقصِ عُمرِي |
ربّ يومٍ قضيتُ فيهِ سروراً، | فهوَ باللّهوِ خَيرٌ من ألفِ شَهرِ |
طابَ عَيشِي بكُلّ لَيلَة ِ شربٍ | قدرتْ بالسرورِ ليلة َ قدرِ |
فنَعِمنا بالحاشِرِيّة ِ حتى | خلتُ نورَ المدامِ مطلعَ فجرِ |
من غزالٍ عيناهُ من آلِ حربٍ، | حينَ يبدو، والوجهُ من آلِ بدرِ |
يتعاطى حبي ويمزجُ راحي، | ويعاطي كأسي ويُنشِدُ شِعرِي |
في رِياضٍ كأنّما رَصّعَ القَطـ | ـرُ أكاليلها الحسانَ بدرِّ |
حَلّ فيها الرّبِيعُ، فالزَّهرُ يُبدي | لَهباً، خِلتُهُ مَشاعِلَ جَمرِ |
وبدا النرجسُ المحدقُ يحكي | أشْيباً فوقَ رأسِهِ طاسُ تِبرِ |
فدعوتُ الساقي: لقد غفلَ الدّهـ | ـرُ، فعَجّلْ وطُفْ بكاساتِ خَمرِ |
فتباطا بها، فقلتُ: أدرها، | لستَ ساقي، ولا قُلامة َ ظِفرِي |