قلْ للمليّ الذي قد نامَ عن سهري
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قلْ للمليّ الذي قد نامَ عن سهري | ومَن بجسمي وحالي عندهُ سَقَمُ |
تَنامُ عنّي، وعينُ النّجمِ ساهَرَة ٌ، | واحَرّ قَلباهُ مِمّنْ قَلبُهُ شَبِمُ |
فالحبُّ حيثُ العِدى والأسدُ رابضة ٌ، | فليتَ أنّا بقدرِ الحبّ نقتسمُ |
فهلْ تعينُ على غيٍّ هممتُ به | في طَيّهِ أسَفٌ في طَيّه نِعَم |
حبُّ السّلامة ِ يَثني عَزمَ صاحِبه | إذا استَوَتْ عندَهُ الأنوارُ والظُّلَم |
فإن جنَحَت إليهِ، فاتّخِذْ نفَقاً، | ليحدثنَّ لمنْ ودعتهُمْ ندَمُ |
رِضَى الذّليلِ بخَفضِ العيشِ يخفضُه | وقد نظرْتُ إليهِ، والسّيوفُ دَمُ |
إنّ العُلى حدّثتني، وهيَ صادقة ٌ: | إنّ المعارفَ في أهلِ النّهَى ذمَمُ |
أهبتُ بالحظّ لو ناديتُ مستمعاً، | واسمعت كلماتي من به صمم |
لعلهُ إنْ بدا فضلي ونقصُهُمُ | أدركْتُها بجَوادٍ ظَهرُهُ حَرَم |
أعللُ النفسَ بالآمالِ أطلبُها، | لو أنّ أمرَكُمُ من أمرِنا أَمَم |
غالَى نفسيَ عرفاني بقيمتها، | حتى ضرَبتُ، وموجُ الموتِ يَلتطَمِ |
ماك نتُ أوثرُ أن يمتدّ بي زمنٌ | شهبُ البزاة ِ سواءٌ فيهِ والرَّخَمُ |
أعدضى عدوّك أدْنَى من وثقتَ به، | فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيثَ يَبتَسِم |
وحُسنُ ظَنّكَ بالأيّامِ مُعجِزَة ٌ، | أن تحسبَ الشحمَ فيمن شحمه وردمُ |
يا وارِداً سُؤرَ عَيشٍ صَفُوهُ كدَرٌ، | وشرُّ ما يَكسبُ الإنسانُ ما يَصِم |
فيما اعتراضكَ لجّ البحرِ تركبُه | واللَّهُ يكرَهُ ما تأتونَ والكَرَم |
ويا خبيراً على الأسرارِ مطلعاً، | فيك الخِصامُ وأنتَ الخَصمُ والحكم |
قد رَشّحوكَ لأمرٍ لو فَطِنتَ لهُ، | تصافحتْ فيه بيضُ الهندِ واللِّمَمُ |
فافطَن لتَضمينِ لَفظٍ فيك أحسبُه، | قد ضمنَ الدرَّ إلاّ أنّه كلِمُ |