لقد واصلْتُ سلْمى في لَيالٍ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لقد واصلْتُ سلْمى في لَيالٍ | وأيّامٍ وعَيْشٍ غيرِ عَشِّ |
لقد هازلتُها في يومِ دَجْنٍ | على عتقٍ من الديباج فرش |
كأن مدامة ً ورضاب مسكٍ | وكافوراً ذكيّاً لم يُغشّ |
تُعِلُّ به ثنايا بارداتٌ | كَلَوْنِ الأقحوان غداة طَشِّ |
تُحيرُ بِنَقْشِ سُنَّتِهاـ إذا ما | بدت يوماً - محاسن كل نقش |
تبذ العين إن قعدت جمالاً | وتنطق من رآها حين تمشي |
إذا ارتجت روادفها تهادت | مبتلة ً شواها غير حمش |
عليْها الدرُّ نيطَ لها شُنوفاً | كبيض ضئيلة ٍ في جوف عش |
أجادَ بِها بُحورٌ من بُحورٍ | وعِينٌ من نساءٍ غيرِ عُمْشِ |
كشمس الصيف غرتها ضياءٌ | يكاد شعاعها في البيت يعشي |
كأني شاربٌ يوم استقلت | دماء ذرارحٍ وسمام رقش |
فأضحت دارها منها قفاراً | قطوع الود لا ترشي لمرشي |
وغير آي دمنتها غيوتٌ | تُعِجُّ التلْعَ من وبلٍ بِحفْشِ |
سقى ماء الندى منها رياضاً | وسارحة ً مع اليوم المرش |
بها نورٌ من الأزواج شتى | تجول بها أوابد كل وحش |
ومن جأب النسالة أخدري | ومن شَخْصٍ ترودُ وأمُّ جَحش |
ومن عيناء راتعة ٍ وأخرى | إذا رَبضَتْ تردُّ رجيعَ كِرْشِ |
وظلمانٌ تقود لها رئالاً | كأن نعامهن سبي حبش |
ولستُ إذا عرا ظُلمي صديقي | إذا ما دامَ من وُدّي بِبَشِّ |
وأنصحُ للنصيحِ إذا استراني | وأرفِدُ ذا الضغينة شرَّ غِشِّ |
وتأتيني قَوارِصُ عن رجالٍ | فأَبلُغُ حاجتي في غيرِ فُحْشِ |
وأُدرِكُ صالحَ الأوتارِ عَفْواً | بعون الله في طلبي ونجشي |
أبى لي ما غلبت به الأعادي | عطاء الله من شعري وبطشي |
فلا يخشى ذَوو الأحلامِ جَهْلي | ولا أرعي على البذخ الغطمش |
أهش لحمد قومي كل يومٍ | ولسْتُ إلى ملامَتِهمْ بِهَشِّ |
وَجَدْتُ أَبا رَبيعة َ فوقَ بَكْرٍ | كما علت البلاد بنات نعش |
نغدّي الضيف من قَمَعِ المَتالي | سَديفاً مُشْبِعاً منه يُعَشّي |
ونَحمِلُ كُلَّ مُضْلِعَة ٍ وعَقْلٍ | ونضرب في الكتيبة كل كبش |
ونضرب من تعرض موضحاتٍ | علانية ً جهاراً غير غطش |
هم المستقدمون إلى المنايا | وقد لَبِسوا سِلاحاً غيرَ وَخْشِ |
سأعْني مَنْ عنى قومي بِسوءٍ | ولا يبلى إذا رجمت خدشي |
وليلٍ قد قطعت وخرق تيهٍ | على هَوْلٍ بذي خُصَلٍ لَجُشِّ |
أُقَدِّمُهُ يجوبُ بيَ الحُدابى | على ثَبَجٍ من الظلماءِ جَرْشِ |
ولولا اللهُ ليسَ لهُ شريكٌ | إلهُ الناسِ ذو مُلْكٍ وعَرشِ |
لباكرني من الخُرطومِ كأسٌ | تكادُ سُؤورُ نَفْحتها تُنَشّي |
تَدُبُّ لها حُمّيا حين تَنْمي | وينفحُ ريحُها عند التجشّي |
يُباعُ الكأسُ منها غيرَ صِرْفٍ | بصافية ٍ من الأوراقِ حُرْشِ |
وإنَّ خلائقي حَسُنَتْ وطابَتْ | كِرامٌ لا يُسَبُّ بِهِنَّ نعشي |