أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أقوي إيماني وأتخلص من الوساوس الشيطانية؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

كنت أستعيذ بالله من الشيطان عندما تأتي إلى نفسي بعض الأسئلة التي تشكك في الدين، كان إيماني قويا ولا يهتز من هذه الأشياء، ولكن الآن أحس بضعف إيماني، وأصبحت مستسلمة لهذه الأفكار ولا أستطيع السيطرة عليها، أنا لا أريد هذا، وأخشى أن يغضب مني الله فماذا أفعل؟!

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nouran حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يجعلك من الصالحات القانتات الصادقات.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة – فإنه مما لا شك فيه أن هذه الحرب التي يشنها الشيطان على قلب المؤمن تزعجه إزعاجًا شديدًا، خاصة إذا كان واعيًا ومنتبهًا ويدرك خطورة هذه الحرب القذرة التي يشنها الشيطان على قلب العبد المؤمن، لأن الشيطان يستعمل كل وسائل الإفساد والغواية والإضلال لإخراج المسلم عن حيز الإسلام الحق إلى البدع والمنكرات والوقوع في الفواحش وفي المحرمات، وقد يصل به إلى الوقوع في الكبائر – عياذًا بالله تعالى – فإن الشيطان عندما يعجز عن إفساد الإنسان في ظاهره وما يعرف بالشهوات فإنه يركز على إفساد قلبه، وهو ما يعرف بالشبهات، وهذه الحرب التي يشنها الآن الشيطان عليك من باب الشبهات، شبهات يُثيرها حول الملك سبحانه وتعالى وحول النبي - عليه صلوات ربي وسلامه – وحول الثوابت في العقيدة التي تهز أركان الإيمان في قلب العبد المؤمن.

هذه إن دلت على شيء فإنما تدل أن الإنسان على خير، وأن الشيطان عجز عن إفساد ظاهره فحاول إفساد باطنه، إلا أنه ينبغي عليه ألا يستسلم، وأن يظل يرفع سلاح المقاومة في وجه هذا الشيطان الرجيم والعدو اللعين حتى ينتصر عليه، وأنت عندما كنتِ قوية الإيمان – كما ذكرت – كنت لا تتأثري بتلك الشبهات التي يُثيرها، أما الآن فتقولين بأنك نتيجة ضعف إيمانك أصبحت مستسلمة لهذه الأفكار ولا تستطيعين السيطرة عليها.

أقول لك بداية: عليك أن تبحثي عن عوامل ضعف إيمانك، لماذا ضعف الإيمان؟ قطعًا مما لا شك فيه أنت أدرى الناس بنفسك وأعلم الناس بأحوالك، كيف تدرج إيمانك من القوة إلى الضعف، في حين أن المطلوب إنما هو العكس، أن يزداد المؤمن كل يوم إيمانًا، أما أن يضعف الإيمان بعد القوة فهذا نذير خطر عظيم؛ ولذلك عليك أن تبحثي أولاً في عوامل ضعف الإيمان، ما الذي حدث في حياتك، وما الذي طرأ على سلوكك وعلى قلبك وعلى إيمانك حتى شعرت بهذا الضعف أو وصلت لهذا الضعف؟

فعليك بالبحث عن العوامل التي أدت إلى ضعف إيمانك، ثم الاجتهاد في القضاء عليها أولا بأول، ابدئي بالشيء المقدور عليه حتى تصلي إلى الشيء الكبير، لتستعيدي إيمانك الذي كنت عليه سابقًا، وبالتالي تجدين نفسك أقدر على مقاومة هذه الشبهات التي يثيرها الشيطان في قلبك، لأن الإنسان المريض كما تعلمين دائمًا يقرر الأطباء بأن جهاز مناعته ضعيف، خاصة إذا كان المرض من الأمراض الخطيرة، ولذلك يمنعون الزيارات عن بعض الحالات المرضية الشديدة لضعف جهاز المناعة عن مقاومة أي غزو خارجي يصيبه.

كذلك إذا كان الإيمان ضعيفًا فإنه يعجز عن مقاومة الشبهات والشهوات معًا، أما إذا كان الإيمان قويًا فإنه يقاوم ويدافع وينتصر بعون الله تعالى حتى وإن ضعف في بعض المواقف، إلا أنه ينتصر في معظمها، لأن الله يمده بمدد من لدنه.

فعليك بالبحث في العوامل التي أدت إلى ضعف إيمانك والقضاء عليها، ثم حاولي في البحث عن عوامل زيادة الإيمان، من عوامل زيادة الإيمان التي تؤدي إلى قوية الإيمان على سبيل المثال: قراءة القرآن بانتظام، فإن القرآن للإيمان كالماء للزر، فكما أن الزرع لا ينبت ولا ينبوا بغير ماء، فكذلك الإيمان لا يقوى في القلب بغير القرآن، فعليك بورد قرآني يومي وحافظي على ذلك بانتظام.

كذلك المحافظة على أذكار الصباح والمساء والاجتهاد في ذلك، والمحافظة على الصلاة في أوقاتها، كذلك أيضًا صحبة الصالحين، الأخوات الصالحات اللواتي بهنَّ يزداد الإيمان في قلبك، فإذا جلست معهنَّ كان الكلام حول الأشياء النافعة وتقوية العقيدة والمعينة على الطاعة والعبادة وذكر الله.

كذلك الإكثار أيضًا من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وكذلك الإكثار من قراءة آية الكرسي، كذلك الإكثار من الاستغفار، وأيضًا الصدقة إن استطعت إلى ذلك سبيلاً، كذلك أيضًا - وهو مهم جدًّا- المحافظة على حضور مجالس العلم التي تُعقد في المساجد وفي غير ذلك من الأماكن، لأن مجالس العلم بها يقوى الإيمان، فهي عوامل زيادة الإيمان، كما كان الصحابة يقول بعضهم لبعض (اجلس نؤمن ساعة) كذلك عليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يقويك الله وأن يثبتك، خاصة دعاء النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - : (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) فعليك بالإكثار من هذا الدعاء، لأنه كان أكثر دعاء يدعو به النبي - صلى الله عليه وسلم – كما ورد في السنة.

لا مانع أيضًا من قراءة كتب بعض الصالحين والصالحات من صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم – والتابعين لهم بإحسان حتى تعرفين مستوى الإيمان الذي كان لديهم.

بذلك - بإذن الله تعالى – أعتقد أننا سنستطيع أن نتخلص من هذه الأشياء، إضافة إلى ذلك عدم الاستسلام لهذه الأفكار، فلا تستسلمي لها وحاولي مطاردتها قدر الاستطاعة، وهذا أمر ليس مستحيلاً، وإنما هو أمر - بإذن الله تعالى – من الأمور المقدور عليها، فأنت كلما جاءتك هذه الأفكار تحاولي أن تشتتي هذه الأفكار ولا تستسلمي لها، وحاولي أن تنظري يمينًا أو يسارًا أو تغيري وضعك الجسدي، بمعنى أنك إذا كنت وحدك فاخرجي للحديث مع من حولك من الأهل أو غيرهم، وكذلك إذا كنت نائمة فقومي، لا تدعي نفسك للشيطان ولا تستسلمي لهذ الأفكار، فإنها قد تترك في قلبك ندبات قوية تؤثر بلا شك في إيمانك، وقد يترتب عليها أشياء كثيرة لا تُرضي الله تعالى.

نسأل الله تعالى أن يثبتك على الحق، وأن يجعلك ممن قال ربنا الله ثم استقام.
هذا وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تعبت من الوسواس القهري الذي ينتابني وتظلم حياتي بسببه. 3410 الأربعاء 15-07-2020 04:30 صـ
كيف أصرف الوساوس عن نفسي وأحاربها؟ 1957 الأحد 28-06-2020 02:49 مـ
كيف أتخلص من وسواس الخوف والمرض بدون أدوية؟ 1934 الخميس 25-06-2020 05:38 صـ
أريد السيطرة على الوساوس والأفكار السيئة التي تهاجمني 2401 الخميس 25-06-2020 02:58 صـ
بسبب التشكيك في ديني في بلاد الغرب أتتني وساوس بالكفر، ما علاج ذلك؟ 1602 الأربعاء 24-06-2020 04:38 صـ