أصبحَ القلبُ في الحبالِ رهينا،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أصبحَ القلبُ في الحبالِ رهينا، | مقصداً يومَ فارق الظاعنينا |
عجلتْ حمة ُ الفراقِ علينا | بِرَحِيلٍ، وَلَمْ نَخَفْ أَنْ تَبينا |
لَمْ يَرُعْني إلاَّ الفَتاة ُ، وإلاَّ | دمعها في الرداءِ سحاً سنينا |
وَلَقَدْ قُلْتُ، يَومَ مَكَّة َ سِرَّا، | قَبْلَ وَشْكٍ مِنْ بَيْنِكُمْ: نَوِّلينا |
أنتِ أهوى العبادِ قرباً وبعداً، | لو تنيلينَ عاشقاً محزونا |
قاده الطرفُ، يومَ سرنا، إلى الحي | نِ جهاراً، ولم يخفْ أنْ يحينا |
فإذا نعجة ٌ تراعي نعاجاً، | ومهاً نجلَ المناظر، عينا |
قُلْتُ: مَنْ أَنْتُمُ؟ فَصَدَّتْ، وَقَالَتْ: | أمبدٌّ سؤالكَ العالمينا؟ |
قلتُ: باللهِ ذي الجلالة ِ لما | ان تبلتِ الفؤادَ أن تصدقينا |
أَيُّ مَنْ تَجْمَعُ المَوَاسِمُ قولي، | وأبيني لنا، ولا تكتمينا |
نَحْنَ مِنْ سَاكِني العِرَاقِ، وَكُنَّا | قبلها قاطنينَ مكة َ حينا |
قَدْ صَدَقْنَاكَ إذْ سَأَلْتَ، فَمَنْ أَنْـ | ـتَ؟ عَسَى أَنْ يَجُرَّ شَأْنٌ شُؤونَا |
ونرى أننا عرفناكَ بالنع | تِ بظنٍّ، وما قتلنا يقينا |
بِسَوَادِ الثَّنِيَّتَيْنِ، وَنَعْتٍ، | قَدْ نَرَاهُ لِنَاظِرٍ مُسْتَبينا |