أرشيف المقالات

إلقاء اللوم على المظلوم! - محمد علي يوسف

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
ومن أدمن إلقاء اللوم على المظلوم وتحميل المسؤولية على الضحية فلا يتصوَّر إلا أن يكون مآل حاله إلى تلك المسوخ البشرية التي ابتُلينا اليوم بمعايشتها..!

لا يتصور أن يُغيِّر مذهبه الضباعي الخسيس حتى لو كانت تلك الضحية في حالة مقاومة احتلال صريح واعتداء بلا رتوش أو زينة أو أقنعة، وحتى لو كان العدو مُسمَّى في القرآن ومشهودٌ له أنه أشد الناس عداوة..

حتى في تلك الحالة الفاصلة المتمايزة الواضحة؛ ستظل نظرته وتعاطفه ضد المظلوم ولسان حاله: أيها المظلومون اركعوا ولا تتململوا من الركوع لمغتصبي حقكم في الحياة، بل أحنوا الجباه وذلَّلوا الظهور ليمتطيكم البغاة دون مضايقة..!

لكن نحمد الله أن في الأمة من يأبى إلا أن يُركِع أخلاف القردة والخنازير ويَحني رؤوسهم في ملاجئهم دون أن يلتفت للضباع المخذِّلين.

ولقد كُنَّا نظن يومًا أن مسخ الأمم إنما هو تَحوُّل أهلها إلى هيئة حيوانية مباينة..!

لكن يبدو أن هناك مسخًا من نوعٍ آخر..
مسخ القلوب والأفكار!
 

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣