يا صاحبيّ، أقلا اللومَ، واحتسبا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا صاحبيّ، أقلا اللومَ، واحتسبا | في مستهامٍ رماه الشوقُ بالذكرِ |
ببيضة ٍ كمهاة ِ الرملِ، آنسة ٍ، | مفتانة ِ الدلّ، ريا الخلقِ كالقمرِ |
سيفانة ٍ، فنقٍ، جمٍّ مرافقها، | مِثْل المَهَاة ِ تُرَاعي نَاعِمَ الزَّهَرِ |
ممكورة ِ الساقِ، غرثانٍ موشحها، | حُسّانَة ِ الجَيدِ واللَّباتِ والشَّعَرِ |
لو دبّ ذرٌّ رويداً فوق قرقرها، | لأَثَّرَ الذَّرُّ فَوْقَ الثَّوْبِ في البَشَر |
قَالَتْ قَرِيبَة لَمّا طَالَ بي سَقَمي | وأنكرتْ بي انتقاصَ السمع والبصر: |
يَا لَيْتَني أَفْتَدي ما قَد تَهيمُ بِهِ | بِبَعْضِ لَحْمي وَبَعْضِ النَّقْصِ عنْ عُمُري |
قد يعلقُ القلبُ حباً، ثمّ يتركهُ | خَوْف المَقَالِ وَخَوْفَ الكَاشِحِ الأَشرِ |
دعْ حبها، وتناسَ الحبّ تلقَ به، | واصبر، وكن كصريع قام من سكر |
فَقُلْتُ قَوْلاً مُصيباً غَيْرَ ذي خَطَلٍ | أَتَى بِهِ حُبُّها في فِطْنَة ِ الفِكَرِ |
سمعي وط في حليفاها على جسدي، | فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَن سَمعي وَعَنْ بَصَري |
لو تابعاني، على أنْ لا اكلمها، | إذاً لَقَضَّيْتُ مِنْ أَوْطارِها وَطَري |
دلّ الفؤادَ عليها بعضُ نسوتها، | وَنَظْرَة ٌ عَرَضَتْ كَانَتْ مِنَ القَدَرِ |
وقولُ بكرٍ: ألمْ تلممْ لنسألهمْ، | وانظرْ، فلا بأسَ بالتسليم والنظر |
لا انسَ موقفها وهناً وموقفنا، | وتربها بترابانا على خطر |
وقولها، ودموعُ العينِ تسبقها | في نَحْرِها: دَيْنُ هذا القَلْبِ مِنْ عُمْرِ |