ذِكَرُ الرَّبَابِ وَكَانَ قَدْ هَجَرا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ذِكَرُ الرَّبَابِ وَكَانَ قَدْ هَجَرا | ذكرى قريبة َ أحدثتْ وطرا |
وَلَهَا بِأَعْلَى الخَيْفِ مَنْزِلَة ٌ | هاجَتْ لَهُ شَوْقاً فَمَا صَبَرا |
والبردُ، بينَ الحلتينِ، بهِ | تجننُّ ممنْ طافَ، أو نظرا |
قَالَتْ لِتَرْبَيْها بِعَمْرِكُما | هَلْ تَطْمَعَانِ بِأَنْ نَرَى عُمَرا |
إني كأنّ النفسَ موجسة ٌ، | ولذاكَ أطمعُ أنهُ حضرا |
فأجابتاها في مهازلة ٍ، | وأسرتا من قولها سخرا: |
إنَّا لَعَمْرُكِ ما نَخَافُ وَمَا | نَرْجُو زِيَارَة َ زَائِرٍ ظُهُرا |
لَوْ كَانَ يَأْتينا مُجَاهَرَة ً | فيمنْ ترينَ، إذاً لقد شهرا |
قالتْ لها الصغرى ، وقد حلفتْ | بِاللَّهِ: لا يَأْتِيكُما شَهَرا |
فَتَنَفَّسَتْ صَعَداً لِحِلْفَتِها | وَهَوَتْ فَشَقَّتْ جَيْبَها فَطَرا |
وَجَرَتْ مَآقِيها بِأَدْمُعِها | جزعاً، وقالت: حبّ منْ ذكرا |
يا ربّ، إني قد شغفتُ به، | أعقبْ فؤادي منهمُ صبرا |
بينا تحاورهنّ، قمتُ إلى | أقفائهنّ لأسمعَ الحورا |
فأرابَ إحداهنّ، فالتفتتْ، | وَطئي فَلَمَّا أَثْبَتَتْ نَظَرا |
قالتْ لهنّ: أخو مجاهرة ٍ، | قَدْ جَاءَنا يَمْشي وَمَا کسْتَتَرا |
فِيهِنَّ خَوْدٌ لَسْتُ نَاسِيَهَا | حتى تجاوزَ حفرتي حفرا |