بكرَ الأميرُ لغربة ٍ وتنائى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بكرَ الأميرُ لغربة ٍ وتنائى | فلقدْ نسيتُ برامتينِ عزائي |
إنّ الأمِيرَ بذي طُلُوحٍ لمْ يُبَلْ | صدعَ الفؤاد وزفرة َ الصعداءِ |
قلبي حياتي بالحسانِ مكلفٌ | و يحبهنَّ صداى في الأصداءِ |
إنّي وَجَدتُ بهِنّ وَجْدَ مُرقِّشٍ، | ما بَعضُ حاجَتِهِنّ غَيرُ عَناءِ |
و لقد وجدت وصالهنَّ تخلبا | كالظلَّ حينَ بفىء للأفياءِ |
بالأعْزَلَينِ عَرَفْتُ مِنها مَنزِلاً | و منازلاً بقشاوة ِ الخرجاءِ |
أقرى الهمومَ إذا سرتْ عيدية ً | يُرْحَلْنَ حَيْثُ مَواضِعُ الأحنْاءِ |
وَإذا بَدَا عَلَمُ الفَلاة ِ طَلَبْنَهُ، | عَمِقُ الفِجاجِ، مُنَطّقٌ بعَمَاءِ |
يرددن إذْ لحقَ الثمايلَ مرة َ | و يخدنَ وخدَ زمائم الحزباءِ |
داويت بالقطرانِ عرَّ جلودهم | حَتى بَرَأنَ، وَكُنّ غَير بِراءِ |
قرنتهمْ فتقطعتْ أنفاسهمْ | وَيُبَصْبِصُونَ إذا رَفَعْتُ حُدائي |
و المجرمونَ إذا أردتَ عقابهمْ | بارزتهمْ وتركتَ كلَّ ضراءِ |
خزي الفرزدقُ والأخيطلُ قبلهُ | وَالبَارِقيُّ وَراكِبُ القَصْوَاءِ |
وَلأعْوَرَيْ نَبْهانَ كأسٌ مُرّة ٌ | وَلِتَيْمِ بَرْزَة َ قَدْ قَضَيْتُ قَضَائي |
وَلَقدْ تركْتُ أبَاكَ يا ابنَ مُسَحَّبٍ | حَطِمَ القَوائِمِ داميَ السِّيساءِ |
و المستنيرَ أجيرَ برزة َ عائذاً | أمْسى َ بِألأمِ مَنزْلِ الأحْيَاءِ |
و بنو البعيث ذكرتُ حمرة َ أمهمْ | فشفيتُ نفسيِ من بني الحمراءِ |
فسل الذينَ قدفت كيفَ وجدتمُ | بُعْدَ الَمدَى ، وتَقاذُفَ الأرْجاءِ |
فارْكُضُ قُفَيرَة َ يا فَرَزْدَقُ جاهداً | وَاسألْ قُفَيرَة َ كيفَ كانَ جِرَائي |
وجدتْ قفيرة ُ لا تجوزُ سهامها | في المسلمينَ لئيمة َ الآباءِ |
عبدُ العزيزِ هوَ الأغرُّ نما بهِ | عيصٌ تفرعَ معظمَ البطحاءِ |
فَلَكَ البَلاطُ مِنَ المَدينَة ِ كُلّهَا | و الأبطحُ الغربيُّ عندِ حراءِ |
أنجحتَ حاجتنا التي جئنا لها | وكَفَيْتَ حاجَة َ مَنْ ترَكتُ وَرائي |
لحَفَ الدّخيلَ قَطائِفاً وَمَطارِفاً، | و قرى السديفَ عشية َ العرواءِ |