أجْفَانُ خُوطِ البانة ِ الأُملودِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أجْفَانُ خُوطِ البانة ِ الأُملودِ | مشغولة ٌ بكَ عن وصالِ هجودِ |
سَكبتْ ذخيرة َ دمعة ٍ مُصْفرَّة ٍ | في وجنة ٍ محمرة ِ التوريدِ |
فكأنَّ وهيَ نظامها نظمٌ وهي | منْ يارقٍ وقلائدٍ وعقودِ |
أذكتْ حميا وجدها حمة َ الأسى | فغَدَتْ ْبِنَارٍ غَيْرِ ذَاتِ خُمُودِ |
طلعتْ طلوعَ الشمسِ في طرف النوى | والشمسُ طالعة ٌ بطرفِ حسودِ |
وتأملتْ شبحي بعينٍ أيدتْ | عَمَدَ الهَوَى في قَلْبِيَ المَعْمُودِ |
فنحرتُ حسنَ الصبرِ تحتَ الصدرِ عنْ | جيدٍ بواضحٍ نحرها والجيدِ |
حَاشى لجَمْرِ حَشَايَ أَنْ يَلْقَى الْحَشَا | إلا بلفجٍ مثلِ لفجِ وقودِ |
أضْحَى الّذي بَّقَّتْهُ نيرَانُ الْحَشَا | مِني حَبيساً في سَبيلِ البيدِ |
أذْرَاءُ أَمطاءِ الغِنَى يَضْحَكْنَ عَنْ | أَذْرَاءِ أَمطَاءِ المَطايا القُودِ |
فَظَلْلُتُ حَدَّ الأرضِ تَحْتَ العَزْم في | وَجْنَاءَ تُدْني حَدَّ كل بَعيدِ |
تحثو إذا حثَّ العتاقَ الوخدُ في | غررِ العتاقِ النقعِ بالتوحيدِ |
تعريسها خللَ السر تقريبها | حتى أنختُ بأحمد المحمودِ |
فحَطَطْتُ تَحْتَ غَمامة ٍ مَغْمُورَة ٍ | بِحَيَا بُرُوقٍ ضَاحِكاً ورُعُودِ |
تلقاهُ بينَ الزائرينَ كأنهُ | قمرُ السماءِ يلوحُ بينَ سعودِ |
لَوْ فَاحَ عُودٌ في النَّدي وذِكْرُهُ | لَعَلا بطيبِ الذكْرِ طِيبَ العُودِ |
ولاَّهُ منصُورٌ سَماحَ يَمينِه | ومضى فقيدَ المثلِ غيرَ فقيدِ |
فَيرَى فَنَاءَ المالِ أفْضَلَ ذُخْرِه | وخُلودَ ذكْر الْحَمْدِ خَيرَ خلودِ |
يُبْدِي أبوالحسَنِ اللُّهَى ويُعيدُها | فمؤَملُوهُ مِنَ اللُّهَى في عيدِ |
حَيَّيتُ غرَّتهُ بحُسْنِ مَدائِحٍ | غُرٍّ فحَيَّا غرَّتِي بالجُودِ |
لَوْ رامَ جُلْمُوداً بجَانبِ صَخْرَة ٍ | يَوْماً لرضَّضَ جانبَ الجُلْمُودِ |
وإذا الثغورُ استنصرتهُ شبا القنا | أرْوَى الشَّبَا مِنْ ثُغْرَة ٍ وَوريدِ |
يستلُّ إثرَ عدوها عزماته | فيعمها بالنصرِ والتأييدِ |
ذو ناظِر حَدِبٍ وَسمْعٍ عائِرٍ | نحوَ الطريدِ الصارخِ المجهودِ |
تلقاهُ منفرداً وتحسبُ أنهُ | مِنْ عَزْمِهِ في عُدَّة ٍ وعَديدِ |
ياأيُّها المَلِك المُرَجَّى والَّذي | قدحتْ به فطني نظامَ نشيدي |
أنا راجلٌ ببلادِ مروٍ راكبٌ | في جَوْدة ِ الأشْعَارِ كلَّ مُجِيدِ |
فَأعِزَّ ذِلَّة َ رُجْلَتِي بِمُهذَّبٍ | حلو المخيل مقذذٍ مقدودِ |
ذي كُمْتَة ٍ أوشُقْرَة ٍ أو حُوَّة ٍ | أو دُهْمة ٍ فَهِمِ الفُؤَادِ سَدِيدِ |
تَتَنزَّهُ اللَّحظاتُ في حَرَكاتِهِ | كتنَزُّهِي في ظِلّكَ المَمْدُودِ |
مُتَسرْبِل بُردْاً يَفُوقُ بِوَشْيِهِ | بينَ المواكبِ حسنَ وشي برودِ |
فإذَا بَدَا في مَشْهَدٍ قامَتْ لهُ | نبلاءُ صدرِ المحفلِ المشهودِ |
يجدُ السرورَ الراكبُ الغادي به | كَسُرورِه بالفارسِ المَوْلودِ |
إنْ سابقَتْهُ الخيْلُ في مَيْدانِها | قذفتْ إليه الخيلُ بالإقليدِ |
فيروحُ بينَ مؤبيهِ مخالفاً | متعصباً بعصابة ِ التسويدِ |
ومشيعودهُ معوذوه بكلِّ ما | عَرَفُوه مِنْ عُوَذٍ مِنْ التًّحْميدِ |
يتعشقونَ نضارة ً في وجههِ | عضقَ الفتى وجهَ الفتاة ِ الرودِ |
أغضَى عليكَ جُفُون شُكْرِكَ إنَّها | ثَقُلت عليَّ لجُودِكَ الموجُودِ |
إني اعتصمتُ بطولِ طودكَ إنهُ | طودٌ يقومُ مقامَ طودِ حديدِ |
لا يهتدي صرفُ الزمانِ إلى امرىء | مُتصرفٍ بفنَائِكَ المَعْهُودِ |