النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت | إِنَّ السَلامَةَ فيها تَركُ ما فيها |
لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها | إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها |
فَإِن بَناها بِخَيرٍ طابَ مَسكَنُها | وَإِن بَناها بَشَرٍّ خابَ بانيها |
أَينَ المُلوكُ الَّتي كانَت مُسَلطَنَةً | حَتّى سَقاها بِكَأسِ المَوتِ ساقيها |
أَموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجمَعُها | وَدورُنا لِخرابِ الدَهرِ نَبنيها |
كَم مِن مَدائِنَ في الآفاقِ قَد بُنِيَت | أًمسَت خَراباً وَدانَ المَوتُ دانيها |
لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ | مِنَ المَنيَّةِ آمالٌ تُقَوّيها |
فَالمَرءُ يَبسُطُها وَالدَهرُ يَقبُضُها | وَالنَفسُ تَنشُرُها وَالمَوتُ يَطويها |