أرشيف الشعر العربي

تَعاهَدَتكَ العِهادُ يا طَلَلُ،

تَعاهَدَتكَ العِهادُ يا طَلَلُ،

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
تَعاهَدَتكَ العِهادُ يا طَلَلُ، حَدّثْ عن الظّاعنينَ، ما فعَلوا
فقالَ : لم أدرِ غيرَ أنهمُ صاحَ غرابٌ بالبينِ ، فاحتملوا
لا طالَ ليلي ، ولا نهاريَ من يَسكُنُني، أو يردّهم قَفَلُ
و لا تحليتُ بالرياضِ ، ولا النو رِ، ومَغنايَ منهُمُ عَطَلُ
عليّ هذا ، فما عليكَ لهم ؟ قلتُ : حنينٌ ودمعة ٌ تشلُ
و غنني مقفلُ الضمائرِ من حبّ سواهم ، ما حنتِ الإبلُ
فقالَ : مهلاً تبعتهمْ أبداً ، إن نزلوا منزلاً ، وإن رحلوا
هَيْهَاتَ! إنّ المحبّ ليسَ لهُ هَمٌّ بغَيرِ الهَوَى ، ولا شَغَلُ
تركتَ أيدي النوى تعودهمُ ، وجِئتَني عن حَديثِهِم تَسَلُ
فقلتُ للركبِ : لا قرارَ لنا ، من دونِ سلمى ، وإن أبَى العذَلُ
و لم نزلْ نخبطُ البلادَ بأخفا فِ المطايا ، والظلُّ معتدلُ
كأنما طارَ تحتنا قزعٌ ، على اكفٍ الرياحِ ينتقلُ
يفري بطونَ النقا النقيَّ ، كما يَطعَنُ بَينَ الجَوانحِ الأسَلُ
حتى تَبَدّى في الفَجرِ ظَعنُهُمُ، وسائقُ الصْبحِ بالدّجَى عَجِلُ
و فوقهنّ البدورُ يحجبها هَوادِجٌ تحتَ رَقمِها الكُلَلُ
فلم يكن بَينَنا سوى اللّحظِ والدمـ ـعِ كلامٌ لنا ، ولا رسلُ
هذا هذا ، فما لذي إحنٍ يدسّ لي كَيدَهُ، ويَختَتِلُ
و غن حضرتُ النديَّ وكلَ بي لحظاً بنَبيلِ الشّحناءِ يَنتَضِلُ
يا ويلهُ من وثوبِ مفترسٍ ، رُبّ سكُونٍ من تحتِهِ عَمَلُ
استَبقِ حِلمي لا تُفنهِ سَرَفاً، فبَعدَ حِلمي لأُمّكَ الثّكَلُ
وقد تَردّيتُ بابنِ صاعِقَة ٍ، أخضَرَ ما في غِرارِهِ فَلَلُ
كم من عداة ٍ أبادهم غضبي ، فلم أقُل: أينَ هم، وما فَعَلُوا

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن المعتز) .

أبا حَسَنٍ أنتَ ابنُ مَهديّ فارِسِ،

يا قَرمَطيّونَ هَلاّ قامَ قَبلَكُمُ

قد وجدنا لغفلة ٍ من رقيبِ ،

زارَ الخيالُ، وصدَّ صاحبُه،

بَيضاءُ إنْ لَبِسَتْ بيَاضاً خِلتَها


ساهم - قرآن ٢