داو الهمومَ بقهوة ٍ صفراءِ ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
داو الهمومَ بقهوة ٍ صفراءِ ، | وامزُج بنارِ الرّاح نورَ الماءِ |
ما غركم منها تقادمُ عهدها | في الدّنّ غيرَ حُشاشة ٍ صَفراءِ |
ما زالَ يصقُلُها الزّمانُ بكرّهِ، | ويَزيدُها من رِقّة ٍ وصفاءِ |
حتّى إذا لم يبقَ إلاّ نُورُها | في الدّنّ واعتزلَت عن الأقذاءِ |
و قوقدتْ في ليلة ٍ من قارها | كتوقّدِ المِرّيخِ في الظّلماءِ |
نزَلت كمثلِ سَبيكة ٍ قد أُفرِغت، | أو حية ٍ وثبت منَ الرمضاءِ |
و استبدلت من طينة ٍ مختومة ٍ | تُفّاحة ً في رأسِ كلّ إناءِ |
لا تذكرني بالصبوحِ وعاطني | كأسَ المدامة عندَ كلّ مساء |
كم ليلة ٍ شغل الرقادُ عذولها ، | عن عاشقَينِ تواعَدا لِلقاءِ |
عَقَدا عِناقاً طول ليلهما معاً، | قد ألصقا الأحشاءَ بالأحْشَاءِ |
حتى إذا طلعَ الصباحُ تفرقا | بتنفسٍ وتأسفٍ وبكاءِ |
ما راعنا تحتَ الدجى شيء سوى | شبهِ النّجومِ بأعينِ الرّقَباءِ |